قالت صحف ووسائل إعلام إسرائيلية إن العملية الأخيرة في سيناء ليل الخميس الماضي، والتي استهدفت مقار أمنية وعسكرية بمدينة العريش، وأسفرت عن مقتل مالايقل عن 30شخصًا، وإصابة نحو 45آخرين، تعكس تطورًا في قدرات مقاتلي "ولاية سيناء"، التي كانت تعرف في السابق باسم "أنصار بيت المقدس"، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن "الهجمات الأخيرة في سيناء ضد الجيش المصري أثبتت التطور العملياتي للإرهابيين"، مضيفة أن "المنظومة الأمنية بإسرائيل تخشى من محاولة داعش القيام بعملية إرهابية ضد إسرائيل قريبًا". وأضافت أن "إسرائيل غيرت مؤخرًا من رؤيتها الأمنية فيما يتعلق بالحدود المصرية بسبب التخوف من قيام داعش بعمليات ضدها، إلا أن هناك تقديرات بأن الجيش المصري سينجح في كبح تنظيم الدولة الإسلامية على العكس مما حدث في العراق وسوريا". وأشارت إلى أن "إسرائيل تعتمد على التنسيق الأمني القوي مع مصر". من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن ما وصفتها ب "الحرب الهادئة وغير المسبوقة التي تقوم بها مصر ضد الإرهاب، تخدم مصالح إسرائيل"؛ موضحة أنه "بتعليمات الرئيس المصري تم هدم مئات المنازل في رفح، والتي تستخدم كقاعدة لحفر الأنفاق". وأشارت إلى أن "إسرائيل سمحت بدخول قوات عسكرية مصرية إلى سيناء، وهي قامت بذلك لاعتبارات تتعلق بالاستقرار الإقليمي الذي يخدم الإسرائيليين"، لافتة إلى أن "الهدوء في المنطقة الحدودية مع مصر والأردن هو أساس هام للاستقرار الإقليمي". وقال موقع "واللاه" الإخباري العبري إن "الهجمات الأخيرة تشير إلى قدرات متطورة أكثر من كونها عمليات إطلاق صواريخ يقوم بها هواة، وذلك على الرغم من العمليات العسكرية المستمرة للجيش المصري، وفي المقابل تدرك مصر أنه سيمر وقت حتى يتم حسم المعركة وتبدى استعدادها لدفع الثمن الباهظ". وأضاف: "الهجمات الأخيرة هي بلاشك أقوى ضربة تلقتها مصر منذ الثورة الثانية في مصر"، إذ أنها أكدت أن "عصابات الإرهاب في المنطقة بعيدة عن الاستسلام أو الخضوع". وأشار إلى أنه "بالرغم من العملية العسكرية المصري إلا أن سلسلة الهجمات الأخيرة تؤكد التطور في حرب العصابات الإسلامية بشبه جزيرة سيناء"، لافتًا إلى أنه "في الشهور الأخير بذل الجيش المصري جهودًا مضنية في محاولة لإخضاع التنظيمات التخريبية، وعلى رأسها أنصار بيت المقدس الذي أقسم بالولاء لتنظيم داعش". وذكر أنه "بين 16 إلى 18كتيبة تابعة للجيش المصري تعمل في الأسابيع الأخيرة بسيناء وبالأخص في شمال شرق سيناء، كما تجرى عمليات لتحييد خطر الأنفاق بين شبه الجزيرة وقطاع غزة، بهدف منع تهريب الأسلحة أو نشطاء الإرهاب بين الجانبين، وبفضل المساعدات الاستخباراتية من الجانب الإسرائيلي، نجح الجيش المصري في استهداف عدد كبير من الإرهابيين". وأضاف أنه "رغم تطور قدرات التنظيمات الإرهابية في سيناء، إلا أن مصر لاتسارع بالاستسلام والركوع، وترى في الأحداث الأخيرة جزءًا من الحرب المستمرة بين الإسلام المتطرف سواء كان داعش أو الإخوان المسلمين وبين المحور المعتدل بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي". ونقل الموقع عن مسئول مصري بارز –لم يسمه- قوله "الأمر لن ينتهي خلال أسبوع أو أسبوعين"، لافتا إلى أن "التقديرات في القاهرة هي أنه في نهاية العملية العسكرية بسيناء سيتم القضاء على عمليات الإرهاب لكن الحرب من شأنها أن تستمر حوالي العامين وربما أكثر من ذلك". وأشار إلى أن "السلطات المصرية تدرك أن كلمة السر في الموضوع هو الصبر، ومستعدة لدفع الثمن الباهظ الذي سيضطر الجيش المصري لدفعه، متمثلاً في هجمات جديدة".