ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن توقيت اغتيال النائب العام المصري هشام بركات يحمل دلالة رمزية كبيرة, حيث جاء قبل يوم واحد من ذكرى مظاهرات 30 يونيو 2013 , التي عزل على إثرها الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وأوصلت بركات إلى منصبه. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 يونيو أن النائب العام المصري الراحل كان له دور كبير في حملة "القمع", التي استهدفت المعارضين منذ عزل مرسي. وتابعت الصحيفة " بركات كان مكروها من المعارضين, الذين حملوه أيضا مسئولية الاعتقالات والتعذيب وأحكام الأعدام الجماعية, بحكم منصبه كنائب عام". وأشارت الصحيفة إلى أن عملية اغتيال بركات, تعتبر الأبرز من نوعها, التي تشهدها مصر منذ عزل مرسي. وكان النائب العام المصري هشام بركات لقي حتفه متأثرا بالجراح, التي أصيب بها في الانفجار, الذي استهدف موكبه صباح الاثنين 29 مايو في حي مصر الجديدة شرقي القاهرة, بتفجير سيارة مفخخة عن بعد, حسبما ذكر بيان رسمي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن بركات "أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة"، وأكد مصدر طبي لوكالة الأنباء الألمانية أن الوفاة ناجمة عن تهتك بالرئة ونزيف حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه. وجاء الإعلان عن وفاة النائب العام ليضع حدا لساعات من التضارب بشأن مصيره عقب نقله إلى مستشفى النزهة غير البعيد عن موقع التفجير في مصر الجديدة. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر أمنية مصرية قولها إن التفجير نجم عن اعتراض سيارة محملة بمواد شديدة الانفجار لموكب النائب العام. وأسفر الانفجار عن احتراق عدد من السيارات, فضلا عن سقوط واجهات المحلات التجارية, وإصابة 7 من طاقم حراسة النائب العام, بالإضافة إلى مصاب مدني. وبدوره, قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار إن الانفجار أسفر عن إصابة ستة أشخاص، بينهم شرطيان، دون أن يتطرق لطبيعة إصاباتهم. وتضاربت الروايات حول عملية الاغتيال, حيث قال متحدث باسم وزارة الصحة المصرية لوكالة "الأناضول" إن الكشف الظاهري أظهر إصابة النائب العام بخلع في الكتف وجرح قطعي في الأنف قبل أن يتم الإعلان رسميا عن وفاته متأثرا بجروحه. وبدوره, كشف مصدر أمني أن النائب العام صدمته سيارة نقل تحمل أسمنت أثناء هروبه من موقع الانفجار, متجها إلى منزله. وأشار المصدر إلى أن عملية استهداف موكب النائب العام تمت بسيارتين وموتوسيكل ملغمين، وأن السيارتين انفجرتا في سيارات التمويه, التي تسبق الموكب. وأضاف المصدر ذاته في تصريحات ل"دوت مصر"، أن المستشار هشام بركات نزل من سيارته المصفحة، بناء على تعليمات الأمن المرافق له، واتجه مسرعا ناحية منزله، وفي أثناء مروره اصطدم بسيارة مسرعة, كانت تنقل أسمنت، وحاولت تفادي التفجيرات، فصدمت النائب العام, وطرحته أرضا، وتسببت في إصابات بالغة, نُقل على إثرها لغرفة العناية المركزة. وقبل يوم واحد من اغتياله، أصدر بركات قرارا بحظر النشر بالقضية 250 أمن دولة عليا، تتعلق بوقائع التمويل الخارجي، واقتحام مقار أمن الدولة في ست محافظات والاستيلاء على وثائق مهمة تضر بالأمن القومي المصري. وقالت وكالة "الأناضول" إن حركة تدعى "المقاومة الشعبية بالجيزة" تبنت -على صفحة منسوبة لها موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- التفجير. وبثت الحركة الأحد 28 يونيو على صفحتها في "فيسبوك"، مقطعا مصورا توعّدت فيه قوات الأمن مع حلول ما وصفته بذكرى "النكسة"، في إشارة إلى تظاهرات 30 يونيو 2013، التي تم على إثرها عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو من العام نفسه. ويعتبر تفجير 29 يونيو الأقوى ضد مسئول مصري رفيع المستوى, منذ أن حاول مسلحون اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في تفجير انتحاري أواخر عام 2013. وحينها أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" -التنظيم المسلح في سيناء الذي أعلن لاحقا مبايعته تنظيم الدولة- مسئوليته عن الاعتداء. وتبنت الجماعة نفسها هجوما أسفر عن مقتل ثلاثة من وكلاء النائب العام، في شمال سيناء، بشمال شرقي مصر، منتصف مايو الماضي.