استنكر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، غياب جماعة الإخوان المسلمين عن ميدان التحرير في الأحداث الأخيرة، فيما طالب المصريين بالمشاركة القوية في الانتخابات التي تبدأ غدًا الإثنين، معتبرًا أنها فريضة على كل مواطن. وقال الشيخ القرضاوي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "دريم" الفضائية مساء أمس: إن تخلي الإخوان عن الميدان فى الأحداث الأخيرة، لم يرحه، مشددًا على أنه كان من الواجب عليهم أن يكون لديهم موقف وموقع هناك، فالغياب ليس موقفًا سليمًا، والدليل أن بعض شباب الجماعة خالفوا قرارها وذهبوا للتحرير. وأكد أن مصر فى ثورة، وبعض الأشخاص لا يفهمون معنى الثورة، ويوجهونها توجيهًا آخر ويعبثون بمقدساتها، رغم أنها ثورة علمت الأشخاص جميعًا كيف يكون الصبر والتضحية. مشيرًا إلى أن كل أبناء مصر لهم حق فى مصر، أيًا كانت ديانتهم أو شكلهم. إنه عنده أمل كبير في مصر وأبنائها، وإن هذا الشعب قادر على إتمام الثورة. وأشار إلى أن الاعتصام والمظاهرات لا يجب أن تكون مانعًا للمصريين من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية التي تبدأ غدًا حتى ينتهى دور المجلس العسكرى المؤقت، موضحًا أن الإسلام يوجب على كل مصرى أن يذهب وينتخب ويصوِّت، فالإسلام يوجب علينا أن نشهد لمن يصلح فى الانتخابات، وعلى المصرى أن ينتخب من هو أفضل، فالانتخاب فرض، وإذا امتنع الناس على التصويت فقد تضيع البلد. وشدد على أن المجلس العسكرى يجب عليه أن يعلم أنه جزء من مصر، وليس كل مصر ولا يحكم مصر، لافتًا إلى أن المجلس فى بادئ الثورة كان يحب الشعب المصرى ويؤيده، أما الآن فقد تغير تماما، وكأن هناك أحدًا وسوس له. وتعجب القرضاوي من المجلس العسكري لاختياره كمال الجنزوري لرئاسة الوزراء، مشيرًا إلى أنه رجل من رموز العهد البائد، وكان عضوًا فى وزارتهم وحزبهم، فلماذا يختارون شخصًا يختلف عليه الكثيرون، فهذا ليس طبيعيًا فأمامكم محمد البرادعى وعبد المنعم أبو الفتوح، لماذا نفرض شخصًا يثار حوله القيل والقال ويحدث مشكلة"، مطالبًا باختيار من تجمع عليه الأغلبية الكبرى، لأننا نصنع مستقبلنا لأول مرة.