فى لحظة فارقة فى تاريخ الوطن علينا أن نُقَيِّم الموقف: انتخابات على الأبواب وحكومة مستقيلة أنتجت عدة قوانين أقل ما يُقال عنها أنها بلا منهج وأن إصدارها التفاف على مسيرة الوطن، لاعبت الجميع سياسة جوفاء، وأرادت أن يدور الوطن فى حلقة مفرغة من خلال صدام بنته على التفاف على ما أقره أكثر من ثلاثة أرباع الشعب فى استفتاء شعبى فى وثيقة تحاور البعض حولها للأسف ونبذ القلة مبدأ إصدارها! والآن فلنقل لمن أنشأ المشكلة سوف نحاسبك آجلاً على أنك أهدرت إمكانات الدولة بالتقاعس عن حل مشكلات ملحة ولنأتِ بوزارة لها رؤية يمكنها أن تصدر قانوناً يفهمه الجميع فى مواجهة الفساد، وزارة تستطيع أن تقف فى مواجهة الجميع إلا الوطن، وزارة عليها مهام عديدة لا تحابى أحداً مهما كان؟! ما يحدث الآن فى عدة ميادين ليس إلا نتيجة محاولة من قال لا للتعديلات الدستورية والالتفاف على إرادة الشعب عن طريق المواد فوق الدستورية بالأساس إضافة إلى وجود أذناب للحزب المنحل وجماعات مصالح لا تجد فى الانتخابات القادمة فرصة للقفز على السلطة تلعب سياسة مع غالبية ليس لها خبرة ومع بعض من يريد أن يوجد له مكان فى الصورة عسى أن يناله جزء من الكعكة. وفى نفس الوقت لا يمكننا أن ننكر دور بعض الشرفاء الذين آلمهم نزيف الوطن فنزلوا للميدان حباً وكرامة لترابه وهو موقف يُحمد لهم ولكن يتبقى أن من له فكر لم يتقدم الصفوف بفكره وتوارى عن المشهد داخل مختلف المؤسسات للأسف مما أفسح المجال لكل انتهازى! علينا أن نحلل المشهد السياسى الآن لنعرف من يريد إسقاط الدولة ومن يريد إسقاط أو إصلاح النظام. وبعيداً عن التصنيفات المعتادة وبمتابعة الموقف على مختلف الأصعدة فى مختلف ربوع الوطن يمكننا أن نستنتج من الفاعل ومن المفعول به ومن المفعول لأجله! ولنعرف واجب الوقت لنتيقن من هدف من يدعى الوطنية بدعوى إسقاط المجلس العسكرى (أقصد إسقاط الوطن) وتشكيل مجلس رئاسى وغيره من المحاولات التى لن تجر الوطن إلا إلى مزيد من التشرذم وكأنه سيناريو معد سلفاً من سيناريوهات الفوضى الخلاقة الذى مُورس من قبل فى أماكن عديدة. هذا الأمر ليس بمستغرب من جماعات المصالح بل وعلينا أن نتوقع مزيداً من التصعيد غير المسئول حتى تنتهى الانتخابات بل وبعدها! ولنتذكر أن استسلام من بيده القوة والمال للشعب، وعدم دفاعه عن باطله فرض مستحيل لا نجده فى أى مكان فى العالم! لقد أنصف الميدان بطرد من يريد القفز على مسيرة البناء لجنى مكسب أظنه زائفاً. يقول أينشتين: لا يمكننا حل المشاكل باستخدام نفس العقلية التى أنشأتها. أليس الحل فى إرادة واعية قوية حرة لا ترتجف؟! ورغم ما يُشاع من أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة نتاج العهد البائد (وهو صحيح) ولكن يُحسب للمجلس إنقاذه دماء المصريين من أن تهدر فى معارك نرى حولنا مثيلاً لها. هذا الموقف للمجلس بكامل أعضائه يجعلهم شهود ملك ليحرر إرادتهم من اللاموقف الذى يحتلونه. أكرر أن المجلس خط أحمر يجب تدعيمه شريطة أن يبدأ بتحرير إرادته والانطلاق بشرفاء الوطن لبناء دولة العدل قبل دولة الحرية التى يظنها البعض وللأسف الفوضى! لقد خابرنا لأكثر من تسعة أشهر وضعاً يهدم ولا يبنى، نتيجة خطوات غير مدروسة من حكومات بلا رؤية. أقصى ما رأته تلك الحكومات هو وقع أقدامها بلا نظرة مستقبلية وبأخطاء فادحة فى المنهج بالتنازل عن العدل وبعدم تقديم المجرمين والمحرضين والفاسدين لمحكمة ثورية بل وبإصدار قوانين لا يمكن تنفيذها فى وقتها وبالتالى لا طائل من صدورها وبتعيينات ليس لها رؤية؛ وهذا كله بادعاء أنها حكومات تسيير أعمال. هذا التصور أو الادعاء جريمة فى حق الوطن. أملنا أن نرى حكومة واجباتها جسام لتبنى قضبان القاطرة التى ستأخذ البلاد لوجهة بعينها وليس صناعة القاطرة، فالقضبان ستسير عليها قاطرة الوطن لتُذهبنا لوجهة نريدها وبدون القضبان لن يكون لنا وجهة ولن تتحرك القاطرة. [email protected]