لم يكن مساء يوم الجمعة كغيره من ليالي العاصمة اللبنانيةبيروت، حيث استضاف المركز الثقافي التركي في لبنان "يونس امره" عشرات اللبنانيين الذين تذوقوا "القهوة التركية" في ليلتها التي جسدت المثل التركي "رب فنجان قهوة يحمل من الود ما يدوم أربعين عاماً". "ليلة القهوة التركية" نشاط جديد للمركز الثقافي التركي في لبنان، ضمن أنشطته التعريفية بالثقافة التركية، كان عبقا برائحة القهوة المصنوعة على الطريقة التركية الخاصة.
وتم الحرص خلال المناسبة على تحضير القهوة التركية بطريقتها الخاصة، حيث تُغلى القهوة المطحونة في إبريق موضوع على الرمال الساخنة، ويتم تقديمها في فناجين صغيرة مزخرفة ذات أيد يستقر في قعرها "حثل" القهوة وتوضع في صحون صغيرة.
مدير المركز الثقافي التركي في لبنان، جنكيز ارأوغلو، أوضح في حديث ل"الأناضول" أن القهوة التركية "هي أكثر من مجرد مشروب في تركيا"، مشيرا الى أنها "تُقدم لإكرام الضيوف، وتوزع في مناسبات الفرح والحزن والأعياد".
ولفت الى أن "تخصيص ليلة في مركزنا للقهوة التركية، جاء لنعرف اللبنانيين على طريقة تحضير هذا المشروب المشترك بين دول الشرق كافة، والذي تتميز فيه الطريقة التركية بأنها تراثية وفيها الكثير من عبق رائحة القهوة الزكية والمذاق الخاص بها".
وأشار ارأوغلو الى أن "الشعبان اللبناني والتركي، يشتركان بنفس الثقافة تجاه القهوة، التي تقدم في كلا البلدين لإكرام الضيوف في مختلف المناسبات"، معربا عن دعمه "لما في مصلحة البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، وخاصة الثقافية والتعليمية".
القهوة التي تذوقها كل من حضر هذه الليلة، نالت إعجابهم برغوتها الغنية التي تطفو على سطح الإبريق عند الغليان، ورائحتها الجذابة، ومذاقها الثقيل، وطريقة تحضيرها وتقديمها التي قام بها أشخاص يرتدون اللباس التركي التقليدي، الذي أعاد الحضور الى زمن مضى تحن إليه الكثير من القلوب، بحسب ما ذكر بعض الحضور في أحاديثهم مع مراسل "الأناضول" الذي حضر المناسبة.
كارال كتورة إحدى السيدات اللبنانيات اللاتي حضرن المناسبة، أعربت عن إعجابها الكبير بمذاق القهوة التركية وطريقة تحضيرها، مشيرة الى أن "الأجواء التي عاشتها هذه الليلة كانت مميزة بعبقها التاريخي والثقافي".
ولفتت كتورة في حديث ل"الأناضول" الى أن "تعزيز الثقافات بين الشعوب من أنبل المهام التي يمكن القيام بها، وهذا ما يفعله مركز يونس امره حاليا"، داعية الى "مزيد من التقارب والأخوة بين الشعبين اللبناني والتركي اللذين يشتركان بمئات العادات والتقاليد".
وختمت بالقول مبتسمة "لقد تعلمنا اليوم طريقة تحضير القهوة التركية وتذوقنا مذاقها اللذيذ، ولم يكن ينقصنا إلا من يبصّر لنا في الفنجان".
أما محمد محمود وهو أحد الحاضرين للمناسبة، فوافق كتورة بطرحها، طالبا المزيد من الأنشطة التي "تعرف اللبنانيين على الثقافة التركية الخاصة"، مبديا إعجابه ب"الديكور الذي رافق هذه الليلة والذي أعاده الى عبق التاريخ الذي نحن إليه".
وقال ل"الأناضول" أن المثل التركي القائل "رب فنجان قهوة يحمل من الود ما يدوم أربعين عاماً، تحقق فعلا بيننا نحن اللبنانيين وبين الأتراك، وازداد قوة مع شرب القهوة التركية في المركز الثقافي التركي بجانب العلمين اللبناني والتركي المنصوبين فيه".