سجّاد أحمر يغطي بلاط القاعة الفسيحة المخصصة للصلاة، وغلاف برّاق تتقاطع أشعته مع ضوء الشمس المتسرّب من الشبابيك، فينعكس على الجدران المطلية حديثا، في فسيفساء جميلة تجمع بين البساطة والذوق الجميل.. ذاك هو "مسجد الخير"، أعرق مساجد العاصمة التوغولية لومي، والذي يرتدي، في مثل هذا الوقت من كلّ عام، حلّة جديدة استعدادا لاستقبال المصلّين خلال شهر رمضان الكريم. أنشئ المسجد في العام 1980 ببادرة من الراحل الحاج إبراهيما صالح، أصيل قرية أزوون في مدينة آفي الواقعة على بعد 55 كيلومتر من العاصمة لومي، ومن المنتظر أن يستقبل على امتداد شهر رمضان، حلقات إيمانية تقام على مدى ساعتين ونصف يومياً من الساعة 13 إلى الساعة 15 بتوقيت البلد، ويشرف عليها الإمام متوكل زكرياء، القادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية لشرح القرآن و ترجمته للناس. "مسجد الخير" أو "مسجد توكوان للتآزر"، كما يطلق عليه في معظم الأحيان، حظي مؤخرا بعملية توسيع لاستقبال المصلين الذين تتضاعف أعدادهم بحلول شهر رمضان، وفقا لثان أئمة المسجد، الحاج مصطفى محمود، والذي أكّد، في تصريح للأناضول، إنه بالتوازي مع هذه الأشغال، فإن "القائمين على المسجد، حرصوا على تنظيم حملة تضامنية لدعم نحو 100 من المسلمين ماديا وتزويدهم بمواد غذائية". "نحن نهيئ أنفسنا لتنظيم خطب الصلاة"، يتابع الحاج صالح، و"لترجمة جيدة للقرآن خلال الشهر الكريم، سيأتي إمام من الولاياتالمتحدة بشكل خاص ليقوم بذلك، فهدفنا أن دعم الوشائج الروحية للمسلمين في توغو"، لافتا إلى أنّه "على خلاف أيام السنة العادية حيث لا يتوافد المصلون بأعداد كبيرة على المسجد سوى في أيام الجمع، حين تتراوح الأعداد ما بين 500 و 700 مصلي، فإن شهر رمضان يجمع أعدادا كبيرة من المصلين بشكل يومي من بداية الشهر إلى نهايته، من بينهم عدد كبير من النساء اللاتي لا تأتين إلى المسجد خارج أوقات رمضان". ولم يترك القائمون على المسجد أي شيء للصدفة عبر تجهيزهم لأنظمة صوت متطورة وفسح مجال أكبر للنساء داخل المسجد، بما أن قدومهن يتزامن في الغالب مع هذا الشهر، وفقا للمصدر نفسه. وتتواتر، خلال هذه الفترة من العام، الدعوات التي يطلقها القيّمون على المسجد إلى المصلّين، حاثين إياهم على التآزر والتعاون ومدّ يد العون إلى إخوانهم من المحتاجين. ويبلغ عدد المسلمين في توغو 1.8 مليون مسلم، أي بنسبة 25 % من إجمالي السكان، البالغ عددهم 7 ملايين نسمة.