قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، اليوم الخميس، إنه يجب العمل على مكافحة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في دول الغرب، وذلك لدى استقباله رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" بفرنسا، مارين لوبان، بمقر مشيخة الأزهر. وأوضح بيان المشيخة إن شيخ الأزهر لبى طلب لوبان (زعيمه اليمين المتطرف في فرنسا) بعقد هذا اللقاء، "في إطار انفتاح الأزهر على كافة الأطراف والتيارات الفكرية بغرض الرد والتصدي لكل ما يسيء إلى الإسلام وسماحته وقبوله للآخر". وقال الطيب، خلال اللقاء، إن "السبب الرئيس فيما يعاني منه العالم الآن يتحمل الغرب جزءا كبيرا منه، وخصوصًا أن الغرب احتضن كثيرًا من الإرهابيين". وطالب شيخ الأزهر ب"ضرورة العمل على مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف المرضي من الإسلام) في البلاد الغربية"، حسب البيان. من جانبها أكدت لوبان، احترامها الشديد للدين الإسلامي.
وقالت إنها "تفرق تمامًا بين الإسلام بهذه الصورة وبين الإسلام السياسي المتطرف الذي يلقي بظلاله على كثير من مناطق العالم، ولكنها حزينة لأن الشعب الفرنسي لا يستطيع أن يفرق بين هذا وذاك"، حسب بيان مشيخة الأزهر. وهنا علق شيخ الأزهر على كلام لوبان قائلاً: "إنه لا يوجد إسلام سياسي وإسلام متطرف، ولكن هناك مسلمون معتدلون يفهمون صحيح الدين، وهم الغالبية، وآخرون متطرفون، وهم أقلية، أساءوا فهم الدين". وفى ختام اللقاء أكد شيخ الأزهر على احترام الأزهر للآخر، موضحًا أن جامعة الأزهر يدرس بها حوالي نصف مليون طالب، من بينهم أكثر من 35 ألف طالب من جنسيات مختلفة، وهذا يؤكد أن الأزهر يعمل على إرساء السلام في جميع أنحاء العالم، حسب قوله. وحزب "الجبهة الشعبية" بفرنسا هو حزب يميني متطرف تأسس عام 1972 وتأمل رئيسته، مارين لوبان، المعروفة بمواقفها المعادية للمسلمين والمهاجرين، في الوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2017.