"زوار الفجر".. مصطلح لطالما ارتبط ذهنيًا ب"قوات الشرطة" لما اعتادته من اقتحام منازل المطلوبين ليلاً، دون علم أو سابق إنذار.. طرقات شديدة ومتلاحقة على باب المنزل، يقتحمونه بعدها، ويقتادون المستهدفين في غياهب الظلام، إلا أن شيئا ما حدث عقب أحداث 3 يوليو، أجبرتهم، وفق الأحداث المتلاحقة، لتغيير أسلوبهم وطريقتهم المتبعة منذ القدم، ليتحولوا لما يشبه "زوار العمل أو عفاريت النهار"، بحسب وصف البعض، وهو ما يعتمد على اقتحام الشرطة لأماكن عمل المطلوبين بدلاً من منازلهم. عقب أحداث 3 يوليو، استمر نهج جهاز الشرطة المتبع في استهداف المنازل ليلاً، للقبض على المعارضين بالطريقة المتبعة "زوار الفجر"، ولكن بعد القبضة الأمنية غير المسبوقة لقوات الأمن في تعاملاتها مع المعارضين لاسيما جماعة الإخوان، اضطر أفراد الجماعة وغيرهم من ترك منازلهم لتفويت الفرصة على رجال الشرطة إذا ما أردت أن تزورهم ليلاً، واختاروا لهم أماكن متنقلة بعيدة عن الأعين، إلا أن ذلك لم يعجز الشرطة عن استكمال مشوارها فاستحدثت أسلوبًا جديدًا اعتمد على اقتحام مقار العمل والقبض على المطلوبين. "ناصر اللامي"، مدرس، تم اعتقاله من لجنة الامتحانات من مركز ناصر ببني سويف، "الدكتور محمود صابر"، نائب الحرية والعدالة، حاولوا اعتقاله من مقر عمله بالمستشفى العام ببني سويف، "محمد إبراهيم"، موظف، تم اعتقاله من مكتب بريد، "نهاد القاسم"، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تم اقتحام مقر عمله ومركز الإشاعة الخاص به، "إسلام عطيتو"، طالب هندسة عين شمس، تم اقتياده من لجنة الامتحان وتصفيته وإلقائه بصحراء التجمع الخامس، بحسب شهادة زملائه، اقتحام مدرعة شرطة لمدرسة لمحاولة خطف طفلين لسيدة متزوجة من ضابط شرطة.. نماذج طبقت الشرطة عليهم طريقتها الجديدة "زوار العمل - عفاريت النهار"، للقبض عليهم في مقر عملهم. سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أكد ما ورد ذكره قائلا: "إن الداخلية بدأت بالفعل في تغيير الفكر النمطي بحملات اعتقال معارضي النظام الحالي "من الفجر إلى عز النهار"، حيث يتم اعتقالهم أثناء تأدية عملهم، مشيرًا إلى أن الشرطة على مدار 30 سنة أيام حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كانت تعتبر نفسها "أسياد البلاد" حتى جاء يوم 25 يناير، والذي انكسرت فيه الشرطة وتحولت إلى دورها الحقيقي حتى في أثناء تولية الإخوان الحكم. وأضاف مدير مركز ابن خلدون، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعطى جهاز الشرطة، كل الأدوات اللازمة للسيطرة على البلاد والرجوع إلى ميراثهم القديم بأنهم "أسياد البلاد". من جانبه، قال محمود عزت، القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين، إن عمليات الاعتقالات التي تتم في وضح النهار ما هو إلا نوع من إرهاب الشعب ونوع آخر من القمع يستخدمه النظام لإسكات معارضيه، لافتًا إلى أن النظام الحالي يستخدم سلاح القمع لكي يقضي على كل ألوان المعارضة. وأوضح القيادي بالاشتراكيين الثوريين، أن النظام الحالي يعتمد بشكل كبير على طريقة "القمع الخلفي"، حيث يعمل على إبعاد أي توجهات مؤثرة وثورية في الشباب خاصة عبر طريقة خفية في توظيف الإعلام لمُهاجمة من ينتقد النظام، حسب قوله. جدير بالذكر أن الآنة الأخيرة شهدت تعددًا في طرق وأساليب قوات الشرطة في تعاملاتها مع المعارضة، واعتمدت على تشديد القبضة الأمنية ضد كل الفصائل الرافضة للأحداث التي جرت عقب 3 يوليو. موضوعات ذات صلة التصفية الجسدية.. آخر كروت النظام ضد المعارضة