فليكن عيد الأضحى المبارك لهذا العام.. فرصة الانطلاق إلي النقاء والطهر والابتعاد عن كل ما هو مذموم.. ليكن البداية لغد أفضل وارقي خاليا من كل ما يعكر صفو العلاقات بيننا جميعا .. وان اختلفت المشارب والأفكار والمعتقدات .. فلنتعاهد جميعا أن لا تحقير بعد اليوم ولا تكفير ولا إقصاء.. فجميعنا مسئولون وكل بقدر طاقته .. النقاء من الأحقاد وقد ترسخت في قلوب الكثيرين.. هذه حقيقة وواقع إلا انه مر.. ومن صفات أهل الجنة صفاء القلوب ونقاء السريرة .. النقاء من الحسد فهو آفة اجتماعيه الإسلام منها براء.. النقاء من الكذب الذي يهلك صاحبه وهو الطريق الأيسر إلي الجحيم.. النقاء من الفتن وإثارة القلاقل فالفتنه نائمة لعن الله من أيقظها ومن ساعد على اشعالها .. النقاء من الضغائن التي تصيب صاحبها بكل الأمراض ما ظهر منها وما بطن .. النقاء من الجدال الذي لا ثمر له فقد أدمنه نفر غير قليل دون مبرر .. النقاء من إلقاء التهم جزافا على رؤوس الأبرياء وان كان الملقين كلهم ذنوب وخطايا بل هم من يصدرونها ويملكون زمام انتشارها .. النقاء من إساءة الظن بالآخرين دون سند أو دليل وربما كان برهانهم ما يسمونه بالتخمين.. النقاء من أثار الماضي البغيض والتي أصبحت سلوكا يرفض البعض أن ينسلخ عنه ربما لأن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا .. النقاء من تحميل البعض أوزار الآخرين وان كانوا براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. النقاء من كل العادات الذميمة والأخلاق المرزوله التي تخلي عنها الأولون فكانت لهم الريادة والصدارة.. وكانوا لنا وما زالوا الملاذ والملجأ .. والمشاعل فقد أضاءوا لنا الطريق .. النقاء من نشر ثقافة التنازع والفرقة والتي كان من ثمارها إننا أصبحنا فرقا وشيعا وأصابنا الوهن .. بل وتداعت علينا الأمم كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها.. النقاء من النفاق وآياته معلومة وان انكرها من أصيبوا بأعراضه .. النقاء من الكبر والتعالي على عباد الله وان علم الجميع إننا ضعفاء بل وفقراء.. النقاء من داء البخل والانسلاخ عن الأنانية التي هي احد أسباب الاضطراب عند الأفراد والمجتمعات .. النقاء من اليأس والقنوط في التعاملات مع الخالق والمخلوق .. إذ لا حياة ولا استقرار ولا استمرار في ظل هذه الأمراض وان شئت قل الأوبئة.. وكل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير وفي تقدم وازدهار وإن جاءت متأخرة لظروف النشر.