أعلن محمد إدريس جاوج، السكرتير الأول لمندوب إريتريا لدى الاتحاد الأفريقي، انشقاقه عن حكومة بلاده. وقال جاوج، في لقاء بثه التلفزيون الإثيوبي الرسمي ضمن نشرة أخباره باللغة الأمهرية اليوم الثلاثاء، إن انشقاقه سببه "غياب مؤسسات الدولة وانعدام الحرية". وأضاف: "ناضلت 35 عاما من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، ولكن بعد التحرير حولت الحكومة الإريترية البلاد إلى دولة تعيش دون دستور ولا حرية ولا عدالة ولا مساواة". ومضى قائلا إن "النضال الإريتري تم اختزاله بعد الاستقلال في فئات قليلة وشخص واحد". وأضاف جاوج أنه يؤمن بوحدة الشعب الإريتري وسيادة واستقلالية القرار الإريتري ورفض التقسيمات على أسس إثنية وعرقية وقومية في بلاده. ولم يتسن الحصول على رد فوري من حكومة أسمرة على تلك الاتهامات، كما لم يصدر عنها أي تعليق على انشقاق جاوج حتى الساعة 12 ت.غ. وجاوج هو الرجل الثاني في بعثة إريتريا لدى الاتحاد الأفريقي، مقرة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتلقى تعليمه في جامعة الفاتح بليبيا. وعمل جاوج في مواقع عديدة ب"الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا" منذ عام 1980. وبعد الاستقلال عام 1991، عمل في مكتب الرئيس الإريتري، أسياسي أفورقي، قبل تعيينه في منصب السكرتير الأول في البعثة الإريترية لدى الاتحاد الأفريقي. وبدأ مسلسل هروب الدبلوماسيين الإريتريين بدأ عام 2001، عقب اعتقال الحكومة الإريترية 15 مسؤولا سابقا كانوا مناوئين لسياسات أفورقي، وهي المجموعة التي عرفت لاحقا باسم "المجموعة الإصلاحية". ومن أبرز المنشقين السفير أدحانوم جبري ماريام سفير إريتريا لدى نيجيريا عام 2002، وسفير إريتريا لدى السودان عبد الله أدم 2003، وسفير إريتريا لدى الصين محمد نور أحد عام 2004، وهيلي منغريوس مندوب إريتريا لدى الأممالمتحدة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في كل من السودان وجنوب السودان والاتحاد الأفريقي، عام 2003. وتعيش إثيوبيا وإريتريا حالة اللا حرب واللا سلم منذ عام 2000، حين انتهت حرب بين البلدين على منطقة مثلث بادمي، أودت بحياة الآلاف من الطرفين. ومنذ ذلك الحين، يتبادل الجانبان اتهامات بدعم كل منهم معارضة الآخر.