وجود هدنة وتوقف للعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي، أصبح أمرًا مستبعدًا في ظل تذبذب المواقف بين جماعة الحوثي التي سعت لاختراق الهدنة التي أعلنتها السعودية، وذلك من أجل تنفيذ الحوثيين لتوجهات إيران في عدم الوصول إلى حوار سياسي ينهي السلاح الاستراتيجي لها في المنطقة، بحسب خبراء سياسيين، وأشاروا إلى أن التحالف العربي سوف يصعد من عملياته العسكرية لإجبار الحوثيين لقبول الحوار السياسي، وفق شروط عملية " إعادة الأمل". وأعلن العميد الركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الحوثيين اليوم استهدفوا المنطقة الحدودية مع اليمن في نجران بقذائف الهاون، متوعدًا بالرد على هذا الاعتداء. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، إن الوضع في نجران آمن، وإن القوات المسلحة تقوم بواجبها في حفظ الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وقال عسيري، في اتصال مع الجزيرة من الرياض، إن القصف بقذائف الهاون والكاتيوشا استهدف إحدى المدارس والمستشفيات في مدينة نجران، معتبرًا أن هدف هذا الاعتداء هو إجهاض الهدنة الإنسانية. وأكد عسيري أن التحالف ملتزم بمبادرة وقف عملياته في سبيل فسح المجال أمام العمليات الإنسانية والإغاثة وإيصال المواد الغذائية للمدنيين في إطار الهدنة الإنسانية. وكانت قناة الإخبارية السعودية، قالت في وقت سابق، إن قذائف هاون أطلقتها الميليشيات الحوثية سقطت، الثلاثاء، على منازل ومستشفيات بالمدينة، دون أن تسفر عن خسائر بالأرواح. وأعلنت إدارة تعليم نجران إيقاف العمل في جميع مدارس المنطقة، فيما أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن إيقاف جميع رحلاتها من وإلى نجران حتى إشعار آخر. وأطلقت أقل من عشر قذائف وأسفرت عن سقوط بعض الجرحى، وأن هناك عمليات تمشيط وقصف جوي تقوم بها مروحيات الأباتشي على الشريط الحدودي من أجل استهداف مصادر إطلاق القذائف من اليمن. ويشن تحالف عربي تقوده السعودية، غارات على الحوثيين منذ 26 مارس الماضي استجابة لدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لاستعادة الشرعية بالبلاد عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وشنهم هجومًا على عدن كبرى مدن الجنوب. وكان مجلس الأمن أصدر، في 14 أبريل الماضي، قراره رقم 2216 ويقضي "بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من المناطق التي استولوا عليها وبتسليم أسلحتهم والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي. وقال الدكتور أحمد عبد الحليم، أستاذ العلوم الاستراتيجية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن اختراق الحوثيين للهدنة التي أعلنتها السعودية هو أمر طبيعي وسط اضطراب الموقف السياسي والأمني صعودًا وهبوطًا بين الطرفين وأن تعدي الحوثيين على نجران لم يكن الأول، حيث أعقب إعلان وقف عاصفة الحزم قذف مدينة نجران السعودية من قبل الحوثيين. وأضاف أن الوضع الأمني أفضل مما كان عليه في السابق إلا أنه لم يصل إلى المستهدف، مشيرًا إلى أن الحوثيين جزء من المجتمع اليمني والتوصل إلى حل سياسي يمكن أن يعيدهم إلى نسيج المجتمع دون أن يكون لهم خطورة مسلحة. وأضاف أن العمليات العسكرية التي شنها طيران التحالف لم تنته بعد بشكل كامل، إلا أنه تتعامل مع المواقف طبقا لخطورتها ومراعاة للوضع الإنساني للشعب اليمني. واستبعد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن يحسم اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي مع رئيس الولاياتالمتحدة في منتجع كامب ديفيد، الحرب في اليمن، لاسيما في ظل دعم إيران للحوثيين، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة تعاني من اضطراب في العلاقة مع إيران لاسيما بعد تصاعد ملفها الأمني. وأضاف صلاح لبيب، باحث في العلاقات الدولية، أن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ بسبب وجود رغبة إيرانيه لعدم لجوء الحوثيين إلى طاولة المفاوضات خاصة أن السعودية اشترطت عند الإعلان عن بدء "إعادة الأمل" عن احتضانها لجلسات الحوار وهو ما رفضه الحوثيون. وأشار إلى أن السعودية لن تستطيع وقف العمليات العسكرية على أرض اليمن وتراجعه يعد هزيمة للمملكة أمام ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، خاصة أن هذه أول حرب حقيقة تخوضها اليمن إلا أن المعادلة غير متكافئة كون الدولة في مواجهة جماعات صغيرة، لذلك يجب أن تعمل السعودية على تحقيق أهدافها وقبول الحوثيين بكامل شروطها ودفعها للحوار السياسي.