لم يكن محمد أبو تريكة يوما لاعبا عاديا؛ بل كان دائما محل آمال وتطلعات عشاق الكرة في مصر لاسيما في ناديه الأهلي أو مع منتخب مصر، لكن أبو تريكة اللاعب والإنسان كان أيضا دائما مثار جدل في الوسط الرياضي والسياسي، فابن منطقة ناهيا الملقب بالقديس من قبل مريديه لم يكن كذلك لدى كثير من أنصار الزمالك المنافس التقليدي للأهلي، فالكثيرون عابوا على القديس ادعائه السقوط داخل او بالقرب من منطقة جزاء المنافسين وهو "القديس" للحصول على ركلة جزاء غير صحيحة. في كرة القدم كل شيء مباح، لكن ربما كان الخطأ من جانب عشاق ابوتريكة الذين وضعوا حوله هالة من القداسة لا تستقيم مع لعبة شعبية يجوز فيها لممارسها فعل كل شيء"قانوني" من أجل المكسب. محمد محمد محمد أبو تريكة لم يسلم كذلك من النقد حينما تفاعل مع مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا، خصوصا مع رفضه خوض مباراة السوبر وهو ما وضع زملاءه ومجلس إدارة الأهلي في ورطة أمام مشجعي الأحمر الذين رأوا في موقف أبوتريكة شجاعة ونبلا اعتبره البعض أنانية من اللاعب واستئثارا بصورة ذهنية أراد رسمها لنفسه في قلوب محبيه دون التفكير في شكل زملائه أمام جمهور الأهلي الغاضب والحزين مما حدث في بورسعيد. وأمام عدسات الفضائيات والمصورين الصحفيين رفض أبوتريكة مصافحة قيادات عسكرية استقبلت لاعبي النادي الأهلي عقب مجزرة بورسعيد، وهو ما فسره كثيرون بأن اللاعب يحمل بتصرفه –تورية - المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد أنذاك برئاسة المشير طنطاوي مسؤولية المجزرة. وما أثير مؤخرا عن التحفظ على أموال شركة سياحية يساهم فيها لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق يشير إلى نقطتين أساسيتين، أولاهما أن هناك قصورا لدى أجهزة الدولة المصرية في استيعاب مدى شعبية لاعب بحجم أبوتريكة وبالتالي كان من المفترض إعلان تفاصيل القضية بكل شفافية قطعا لكل اللغط المثار في الإعلام المصري والعربي حول القضية. أما النقطة الثانية فإن أبو تريكة نفسه استغل شعبيته في إبراز عضلاته من خلال تغريدته التي أوصل رد الفعل إزاءها تماما ما أراد هو تبيانه للجهات المسؤولة في الدولة بأنه ليس بمفرده وأن أي مساس به هو مساس بقطاع كبير من الرأي العام في مصر، وهو ما أراه مباحا في ظل المعركة التي يخوضها دفاعا عن أمواله أولا وعن اسمه الذي حفره في قلوب الناس بعرقه داخل الملعب على مدى أكثر من عشر سنوات. فتنة أبو تريكة ستظل تثار بين فينة وأخرى، ربما تتبدل أشكالها فقط،خصوصا مع استيعاب طرفي الأزمة السياسية في البلاد أن ابن ناهيا الحصان الأبرز للعب على أوتار سياسية وشعبوية.