* لى قريب نحيف لدرجة أنه لو بدا بلا ملابس تظنه أحد ضحايا مجاعات الجفاف بإفريقيا، لكنه يتمتع بروح متفائلة إلى أبعد الحدود فضلأ عن خياله الواسع الذى يدفعه إلى تصور نفسه أحد أبطال المصارعة الحرة.. ذات مساء اصطحبنى قريبى فى سيارته ومعنا زوجته لحضور عقد قران أحد أفراد العائلة.. فى الطريق ظل يحكى عن غزواته مع سائقى الميكروباص والتكاتيك الذين كانوا يسببون له أزمات فى المرور بالسيارة، وكيف كان يدخل فى قلوبهم الرعب ويسجل انتصارات عظيمة عليهم.. فجأة سمعنا كلاكسات متتالية من سيارة كانت تريد تخطينا، لكن قريبى لم يأبه بالكلاكسات واستمر فى عناده مانعاً سائق السيارة من المرور.. وفجأة سبقنا السائق وسمعنا صفير الفرامل التى أوقفت سيارته واعترضتنا، فتوقف قريبى مضطراً، وبينما أنا ألطف من الموقف مبتسماً ومبدياً رغبتى فى الاعتذار لأن سائق السيارة كان بحجم كُشْك إلا قليلاً.. لم أكمل جملة الاعتذار، وإذا بقريبى النحيف يندفع من خلفى رافعاً بيده ... ليهوى بها على رأس ذلك الرجل الكُشْك، مما دفعنى لدفس رأسى بين يدَىّ.. لن أطيل عليكم.. لكن باختصار كان ما حدث منذ لحظة نزول قريبى من السيارة حتى لحظة دفع شيزلونج غرفة العمليات وقريبى ممدد فوقه، يكفى لعمل فيلم رعب يحصد جميع جوائز مهرجانات السينما العالمية.