"هجوم إعلامي غير مسبوق، حملات معارضة لأول مرة منذ 3 يوليو، "البداية"، اشتباكات أهلية وحوادث طرق متلاحقة، كان ذلك جزءًا من المشهد الحالي الذي تعيشه مصر الآن بعد قرابة عام من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، البعض رأى ذلك "عاديًا ليس له أي دلالات معينة"، بينما تنبأ آخرون بوجود صراع أجنحة بين أجهزة سيادية قد تسفر عن "انقلاب" آخر تشهده مصر قريبًا. "المصريون" رصدت حالة التغير التي طفت مؤخرًا على الساحة، كان أبرزها الهجوم الإعلامي على السيسي، حيث طالب إعلاميان مقربان من السلطة هما: إبراهيم عيسى ويوسف الحسيني بضرورة مواجهته بفشله في إدارة البلاد سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو غير ذلك، فالوضع بحسب أقوالهما يسير بالبلاد نحو كارثة، فتولي الجهات الأمنية لإدارة البلاد كما كان الحال قبيل ثورة يناير سوف يغرق الدولة في غياهب الديكتاتورية والفساد ويضمن العودة لنظام مبارك المستبد. وعلى الجانب الآخر طالبا بضرورة محاسبة السيسي على كل الأحداث التي تمر بها البلاد والأزمات التي يتعرض لها المواطن باعتباره المسئول الأول عن أفعال الحكومة والتي تنعكس بالسلب على المواطن خاصة في الفترة الماضية. في التوقيت ذاته، طفت حملة تطلق على نفسها "البداية" دشنها عدد من ثوار 25يناير، أبرزهم "عمرو بدر"، رئيس تحرير "بوابة يناير"، والنشطاء أسماء محفوظ، وشريف دياب، ومحمد رشاد، وآخرون"، بهدف لمّ شمل شباب الثورة وتجميع شتاتهم، وعودتهم إلى معسكر ثورة 25 يناير، كما كانوا يدًا واحدة وصوتًا واحدًا، بعد تفرقهم نتيجة الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية مؤخرًا، من خلال الرجوع للتواصل معهم مرة أخرى لاستكمال الثورة. وشهدت مصر أيضًا في التوقيت نفسه، عدة كوارث ناتجة من تقصير المسئولين الحاليين منها انهيار كوبري المنصورية، وحادث مترو العباسية الذي أدى لشلل مروري لعدة أيام، وزيادة نسبة المنتحرين، وحوادث الطرق، وأخيرًا الحرب الأهلية بسيناء والتي جرت بين قبيلة الترابين ومجموعات محسوبة على تنظيم بيت المقدس، بقريتى العجرة والمهدية جنوب رفح، وانتشار الأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. في هذا الإطار، قال سامح راشد، الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجة ب "الأهرام"، إن "هناك عدة تفسيرات لحملات الهجوم ضد السيسي, أولها أنه قد يعكس صراع أجنحة داخل السلطة, وممارسة ضغوط على الشرطة, أو تهديدها". وأضاف: "التفسير الثاني قد يكون متعلقًا بخلافات بين قيادات الداخلية خصوصًا بعد تغيير وزيرها"، وتابع: "التفسير الثالث قد يكون مرتبطًا بصراعات يشارك فيها قيادات من الحزب الوطني المنحل الذي كان يهيمن على الحياة السياسية خلال عهد مبارك". من جانبه، توقع الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي، حدوث "انقلاب ناعم أو تغيير وهو ما يفسر توجه بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام الحالي للهجوم عليه بشكل غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون أيضًا نتيجة لغياب دورهم المحوري على المستوى الإعلامي حاليًا. وأضاف: "بالرغم من تأييدهم الشديد ل 30 يونيو إلا أن الحل الوحيد أمامهم الآن هو مهاجمة النظام الحالي للعودة إلى الأضواء واجتذاب الرأي العام مرة أخرى، حسب قوله. وفي هذا الإطار، أكد إياد المصري، أحد شباب القوى الثورية وعضو حملة "مش رئيسي"، وجود صراع داخلي بين الأجهزة السيادية غير معلن وهو ما يفسر حالة الانفراجة الواضحة لدى بعض المعارضين أن يهاجموا النظام.