احتشد عدد من الطلاب في جامعة كابول بأفغانستان، في الحرم الجامعي، لإدانة المزاعم الأرمينية المتعلقة بأحداث العام 1915، ودعم تركيا في مواجهة الحملة الشرسة الموجهة ضدها من دول، أصدرت مؤخرا قرارات وبيانات داعمة للمزاعم الأرمينية المزعومة. وذكر مراسل الأناضول، أن طلاب وأساتذة قسم اللغة التركية وآدابها بكلية الآداب في الجامعة المذكورة، احتشدوا، اليوم الأحد، في الحرم الجامعي، ونظموا تظاهرة رافضة للمزاعم الأرمينية، وأكدوا تضامنهم الكامل مع وجهة النظر التركية المتعلقة بالأحداث. وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، ذكر "عبد الله داتشي" مدرس اللغة التركية بالقسم، أن "المزاعم الأرمينية خاطئة، فهم من ارتكبوا إبادات ومجازر بحق الأتراك العثمانيين"، مشيرا إلى أن "الترك لا يمكنهم إيذاء نملة". واستطرد قائلا: "ولكي ؤكد كلامي لكم، سأروي لكم حدثا إنسانيا رأيته، حينما كنت في زيارة لاسطنبول: ذات يوم وقعت قطة في مواسير المجاري، وجاءت قوات الانقاذ التابعة للبلدية، واستنفرت كل إمكانياتها لإنقاذ القطة، وهو الأمر الذي حدث بعد وقوع خسائر في الإنشاءات تكلفت مليون دولار. فكيف لشعب كهذا أن يقتل مليون شخص كما يدعون؟!". وفي سياق متصل قال الطالب "موجغان حبيبي" الذي شارك في الفاعلية: "في ظل المعلومات التي كنا نحصل عليها من الإعلام الغربي، كنا قد تعلمنا أن الترك هم من مارسوا إبادة بحق الأرمن. لكن لما دخلت قسم اللغة التركية، أُتيحت لى فرصة قراءة حقائق جديدة عن الموضوع من خلال مصادر تركية، وعلمت أن الأرمن هم من ارتكبوا إبادة بحق الترك، وليس العكس". تجدر الإشارة إلى أن القوميين الأرمن، تعاونوا مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914. وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي. وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي. وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثليالأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصياتالأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادةالأرمنية" المزعومة، في كل عام. وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية. ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة. وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها. وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.