نظم عدد من نواب البرلمان الأفغاني في العاصمة "كابل"، وقف احتجاجية، اليوم السبت، ضد إحياء الأرمن أمس الجمعة، الذكرى المئوية لأحداث عام 1915، عبر مزاعمهم ضد الدولة العثمانية بارتكاب "إبادة عرقية" بحق أجدادهم، حيث أعرب المتظاهرون عن تضامنهم مع أنقرة. واجتمع 20 عضوا من مجلس النواب، إضافة إلى نواب مجلس الشيوخ في العاصمة كابل، معربين عن تضامن بلادهم مع الشعب التركي، في وجه الضغوطات التي قد تستهدف تركيا. وأفاد النائب الثاني للغرفة الدنيا في البرلمان الأفغاني "ناظر أحمد زاي"، في تصريح للأناضول: أنه يجب تقييم المزاعم الأرمنية وفقا للمبادئ الدولية، قائلا: "نحن كمسلمين اجتمعنا هنا كي نعرب عن وقوفنا إلى جانب الشعب التركي، حيث نحترم جميع الأديان، وننتظر من الشعوب الأخرى احترام ديننا".
وتابع أحمد زاي: "إنه في حال ممارسة ضغوطات على تركيا فإن الشعب الأفغاني سيكون إلى جانب أنقرة؛ لأن أفغانستانوتركيا دولتان شقيقتان".
ومن جانبه، قال"سعيد أنور سادات" نائب برلماني، في تصريح للأناضول: "إن الادعاءات الأرمنية عبارة عن كذبة"، مضيفا: "أننا نرفض تلك المزاعم ولن نقبلها".
يشار إلى أنه خرج مجموعة من المواطنين بعدة مناطق في العاصمة الأفغانية "كابول"، بمظاهرات احتجاجية، أمس الجمعة، ضد مزاعم الأرمن، حيث أعرب المحتجون عن تضامنهم مع تركيا، وذلك من خلال رفعهم الأعلام التركية إلى جانب الأعلام الأفغانية على السيارات، وأمام المحال التجارية. أحداث عام 1915 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914. وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي. وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية تعطل الطرق اللوجستية لإمدادات الجيش العثماني، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثليالأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة العرقية" المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.