الزيات: ضباط المطرية قتلوا «إمام عفيفي» وجددوا حبسه 15يومًا في نفس الوقت!! شكر : تكتم على وفاة سجناء جنائيين داخل الأقسام.. ونحذر من القتل الممنهج "لم ترحم أحدًا.. كبيراً أو صغيراً"، تلك هى سلخانة قسم المطرية، فما هى إلا أيامًا قليلة على واقعة مقتل المحامى الشاب كريم حمدي، حتى توفى المحامى إمام عفيفى متأثراً بجراحه العميقة التى لحقت به جراء تعذيبه داخل القسم، طبقًا لشهود عيان ولأحد الأطباء المعالجين له قبل وفاته، والذى أكد أن "عفيفي" كان يعانى من نزيف فى المخ جراء التعدى بالضرب عليه ووجود إصابات كثيرة به ومن ضمنها مظاهر إطفاء السجائر فى يده. المحامى الكهل الذى يبلغ من العمر 63 عامًا، كان قد قضى 10 أيام فى غيبوبة تامة، بعدما سقط فى جلسة للتعذيب والضرب المبرح لإجباره على الاعتراف بانتمائه للإخوان، حسبما أكد مقربون منه، ليكون بذلك ثانى محامى يسقط بيد ضباط قسم المطرية. وتكشف "المصريون" – فى هذا التقرير، كواليس اللحظات الأخيرة لحياة المحامى إمام عفيفى كما يرويها أصدقائه وأحد الأطباء المعالجين له أثناء فترة غيبوبته، بالإضافة إلى الربط بين وفاة المحامى كريم حمدى وبين المحامى إمام عفيفي، ومدى العلاقة التى تربط تلك الوقائع الشهيرة داخل قسم المطرية بواقعة اغتيال العقيد وائل طاحون، رئيس قسم المطرية السابق.
كواليس اللحظات الأخيرة في حياة "إمام" يحكى أحد أفراد أسرته- بعدما تخوف من ذكر أسمه - تفاصيل القبض عليه وتعذيبه داخل قسم المطرية قائلاً: "أخُتطف إمام من أحد شوارع المطرية، واقتادته الداخلية لسلخانة قسم المطرية، وتحت وطأة التعذيب والضرب المبرح سقط الرجل المسن وأصيب بنزيف فى المخ نقل على أثرها إلى مستشفى المطرية التعليمى فى حاله خطيرة وتم إجراء عمليتين جراحيتين له لإزالة تجمعات دموية". وتنقل كواليس اللحظات الأخيرة لحياة المحامي، إمام عفيفي، العقل البشرى إلى تخيل كم البشاعة التى يتعرض لها ضحايا التعذيب داخل القسم، فيقول أصدقاء المحامى المقتول، على صفحاتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، إنه تعرض للتعذيب داخل القسم منذ أسبوعين، ما أدى لإصابته بنزيف حاد وتجمع دموى بالمخ، وتم نقله لمستشفى المطرية مصابًا بغيبوبة، لعدة أيام، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأربعاء الماضي. وبعد قرار الإفراج عن الضابطين المتهمين فى قتل المحامى كريم حمدي، قام العشرات من المحامين بتنظيم تظاهرة ضخمة، أمام دار القضاء العالي، فقامت قوات الأمن المكلفة بحراسة دار القضاء العالى بتحرير مذكرة ضدهم وقدمتها للنيابة العامة، وقامت نيابة استئناف القاهرة، باستدعاء 6 محامين منهم للتحقيق معهم فى المذكرة المقدمة من الشرطة، وذلك فى القضية التى حملت رقم 1064 لسنة 2015. ووسعت نقابة المحامين من هيئتها القانونية المكلفة بقضية المحامى كريم حمدي، فى محاولة لتوريط الداخلية وإثبات تهمة القتل العمد للضابطين، وذلك فى القضية التى ستنظرها جنايات القاهرة فى 6 يوليو القادم، حيث كان النائب العام هشام بركات قد أحال القضية إلى محكمة استئناف القاهرة مطالبًا بمحاكمة ضابطى الشرطة بقسم المطرية بتهمة قتل المحامى كريم حمدى داخل القسم بعد تعذيبه. كانت قوات من الشرطة قد ألقت القبض على المحامى كريم حمدي، وقامت باقتياده إلى مقر قسم المطرية، حيث لاقى شتى أنواع التعذيب ما أسفر عن وفاته بعد القبض عليه ب 48 ساعة، عقب محاولة اثنين من الضباط، إجباره على الاعتراف بمعلومات عن القضية المتهم فيها، واتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان والمشاركة فى مظاهراتها. يأتى هذا فى الوقت الذى انتقل فيه الصراع بين المحامين والشرطة، إلى الصحافة والإعلام، حيث قام عدد من الصحف المستقلة- الموالية للنظام، بهجوم عنيف ضد الشرطة، وذلك بعد ارتفاع عمليات الانتقام الوحشى التى تقوم بها الشرطة ضد المواطنين.
تقرير الطب الشرعى يُدين ضباط المطرية فى وفاة "كريم حمدى" وأدان تقرير الطب الشرعى الخاص بوفاة المحامى كريم حمدي، الضابطين بقسم المطرية، وأكد أنهما تسببا فى قتل "حمدي"، حيث جاء ملخص التقرير: أنه تبين من توقيع الكشف الطبى الظاهرى وإجراء الصفة التشريحية لجثة المتوفى كريم حمدى محمد أن الإصابات المشاهدة بعموم جسد المجنى عليه حيوية حديثة ذات طبيعة رضية حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة راضه أياً كان نوعها، والواقعة بمجملها جائزة الحدوث وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة بتاريخ معاصر لتاريخ الواقعة مثل التعدى عليه بالضرب أثناء التحقيق معه كما جاء بأقوال الشاهد. وأضاف التقرير، أن الوفاة إصابية وتعزى إلى توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالصدر والبطن والعنق وما أدت إليه من كسور بالأضلاع الصدرية وتهتك بالرئتين وتكدم بالقلب والكبد وكيس الصفن وما صاحب ذلك من نزيف بتجويفى الصدر والبطن وبالخصيتين وحول الكليتين أدى إلى صدمة، وإن كان قد مضى على الوفاة لحين التشريح حوالى يوم.
غضب فى صفوف المحامين فى السياق ذاته، يقول المحامي، منتصر الزيات: "من العجب أن المحامى المرحوم أمام عفيفى الذى أصيب بجلطة أفقدته الوعى منذ أسبوعين نتيجة تعذيبه وإهمال علاجه, عرضت أوراقه اليوم على النيابة التى أمرت باستمرار حبسه 15 يومًا"، مؤكداً أن المحامى تم قتله بواسطة ضباط شرطة قسم المطرية نتيجة تعذيبه الشديد. من جانبه، قال المحامى والناشط الحقوقى محمد أبو هريرة، إن كل المعلومات المتاحة حاليًا تؤكد أن المحامى إمام عفيفي، توفى نتيجة التعذيب الشديد الذى تعرض له داخل قسم شرطة المطرية، مؤكداً أن هذا القسم أصبح "سلخانة للتعذيب" ، وتخصص فى قتل المحامين وتعذيبهم، مضيفًا: "المحامين لا بواكى لهم والشعب المصرى لا بواكى له". وأكد المحامى محمد فتحي، أن الشرطة ألقت القبض على إمام عفيفي، يوم الجمعة قبل الماضي، وتوجهت به إلى قسم المطرية وهناك تعرض للضرب والتعذيب الشديدين، فأصيب بجروح بالغة نُقل إثرها إلى المستشفى، حيث ظل فى حالة غيبوبة مدة 3 أيام، فارق بعدها الحياة متأثراً بإصاباته.
عبد الغفار شكر: هناك معلومات عن قتل جنائيين داخل الأقسام من جانبه، قال عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إنه كان يكفى واقعة تعذيب وقتل المحامى كريم حمدى لاعتبار قسم المطرية، أكثر الأقسام انتهاكًا لحقوق الإنسان، مؤكداً أنه لم يكن هناك داع لقتل محام آخر ليعلم الجميع مدى وحشية الضباط المكلفين بقسم شرطة المطرية. وأكد "شكر" ل "المصريون"، أنه لابد من انتظار تقرير الطب الشرعى الخاص بالمحامى إمام عفيفى ليتم الاستعانة به وضمه إلى ملف قتل المحامين، مطالبًا بمحاكمة المسئول أيًا كان موقعه، لابد من محاسبة مأمور قسم المطرية والضباط المكلفين بعملية استجواب المحامي. وأوضح، أن هناك معلومات لديه عن وفات العديد من المسجونين الجنائيين على مستوى الجمهورية، بعدد من أقسام الشرطة بالمحافظات نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة، ونتيجة عملية التعذيب المتوحشة التى تتم بحق المسجونين، مطالبًا وزارة الداخلية بتوضيح أسباب تلك الانتهاكات وتقديم المسئولين عنها لمحاكمات عاجلة. وحذر "شكر" من عدم محاسبة المسئولين عن قتل المحامين داخل الأقسام، معتبراً أن استمرار الوضع أكثر من ذلك يُنذر بحدوث كارثة يجب تداركها قبل فوات الأوان، قائلاً "إذا لم يحاسب المسئول فإن تلك الوقائع ستتكرر أكثر من مرة". من جانبه، قال محمد عبد المنعم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان، إنه إذا كانت هناك دلائل قوية على تورط الداخلية فى قتل المحاميين كريم حمدى وإمام عفيفى فلابد من التدخل وتصعيد الأمر إلى المحاكم الدولية، مطالبًا مجلس حقوق الإنسان والدكتور عبد الغفار شكر بعقد مؤتمر صحفى لتوضيح موقفهم من تلك الاعتداءات. وقال عبد المنعم ل "المصريون"، إن قسم المطرية هو أكثر الأقسام التهابًا وذلك لوقوعه فى منطقة شمال القاهرة وهى منطقة ملتهبة بطبيعة الحال، لافتًا إلى أنه إذا كانت هناك دلائل على ثبوت القتل العمدى فيجب الإسراع بتقديمها وعرضها على الرأى العام حتى يتم منع تكرار هذه الأعمال مرة أخري. وأضاف، أنا كرجل قانون لا يمكننى الجزم بأن من قتل المحامى إمام عفيفى هم ضباط شرطة المطرية قبل أن يفصل الطب الشرعى فى الأمر، فيجب علينا انتظار تقرير الطب الشرعى حتى يتثنى لنا تقديم أدلة عادلة ومدعومة لإثبات تورط ضباط قسم المطرية فى هذه الواقعة، رافضًا فى الوقت ذاته أن يتم الربط بين قتل "عفيفي" وبين واقعة قتل مأمور قسم المطرية السابق وائل طاحون. وأضاف رئيس المنظمة، لا يمكن الربط أو عقد مقارنة بين الحادثين، مؤكداً أن الحادث الذى استهدف رئيس قسم المطرية السابق العقيد وائل طاحون، كان عملاً إجرامياً، أما وفاة المحامى إمام عفيفى فلابد من الانتظار حتى يفصل الطب الشرعى فى وفاته. يُذكر أن العقيد وائل طاحون، رئيس قسم المطرية السابق، لقى مصرعه، مساء الثلاثاء الماضي، عقب تعرضه لحادث هجوم مسلح أثناء خروجه من منزله هو وسائقه بمنطقة حى النعام بجوار عمر أفندى بمنطقة عين شمس، حيث تعرض لإطلاق نيران مكثف وأصيب بأكثر من 30 طلقة اخترقت جميع جسده ومعه سائقه.