أثارت تصريحات بابا الفاتيكان "فرانسيس" التي وصف فيها أحداث الأناضول عام 1915 ب"الإبادة العرقية" بحق الأرمن، وما جرى إبان حرب البوسنة (1992-1995) ب "القتل الجماعي"، ردود فعل منددة من قبل النساء اللاتي فقدن أزواجهن وأوطفالهن في الإبادة العرقية ب"سربرنيتسا" التي ارتكبتها القوات الصربية، ضد مسلمي البوسنة (البشناق)، عام 1995. وأفادت رئيسة جمعية أمهات سربرنيتسا "خديجة محمدوفيتش" التي فقدت زوجها واثنين من أبنائها في المذبحة ، في حديث مع الأناضول، أنهم لم يستغربوا من تجنب البابا وصف ما شهدته سربرنيتسا ب"الإبادة العرقية"، مشيرة إلى وجود قرار محكمة ( محكمة الجنايات الدولية) حول اعتبار ما جرى في سربرنيتسا إبادة عرقية، مشددة على ضرورة احترام ذلك القرار. ومن جهتها، أفادت نائب رئيس "جمعية أمهات سربرنيتسا وجابا" "قضاء هوتيش"، أن تصريحات البابا "مثيرة للتنديد"، قائلة: "أنا لست خبيرة أو مؤرخة، أنا شاهدة للإبادة العرقية التي حصلت في سربرنيتسا"، معربة عن استغرابها من استخدام البابا مصطلح "الإبادة العرقية" بخصوص مزاعم الأرمن، مؤكدة أن "عليه الإدلاء بتصريحات تساهم في تحقيق السلام".
أما "فاضلة أفنديتش" التي فقدت زوجها وابنها في المذبحة، قالت: "يبدو أن البابا نسي ما جرى في سربرنيتسا "، كما أشارت بأسف إلى أن المثقفين لايدلون بتصريحات ترقى الى مستوى حقيقة أحداث سربرنيتسا مشددة على ضرورة وقوفهم وقفة منصفة في هذا الصدد. الأمر الذي يصيبني بإحباط شديد". جدير بالذكر، كان بابا الفاتيكان "فرانسيس"، قد وصف أحداث 1915 بأنها "أول إبادة عرقية في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، خلال ترأسه قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، في 13 أبريل الحالي، بمشاركة الرئيس الأرميني "سيرج ساركسيان". كما لفت البابا في نفس القداس إلى وقوع مأساتين كبيرتين في العهدين النازي، والستاليني، وإلى وقوع عمليات "قتل جماعي" في كل من كمبوديا، ورواندا، وبروندي، والبوسنة.