اعتبر عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الإثنين، بالرباط، أن إنكار التعددية الدينية هو الذي يتسبب في إذكاء العداوة بين الناس، وفي تأجيج الصراع بينهم. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الحكومي الدولي حول التربية على التعددية الدينية، تحت شعار "سياسات وممارسات رائدة: الثقافة ومستقبل التربية على التعددية الدينية والثقافية" من تنظيم إيسيسكو، بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومقره في فيينا. ودعا "التويجري" في كلمته إلى إيلاء الاهتمام البالغ لتربية الأجيال الناشئة على احترام التعددية بمضامينها الدينية والثقافية والحضارية، من أجل بناء عالم جديد تسوده قيم المواطنة العالمية وروح التعايش الديني، والثقافي الذي هو الأساس للتعايش السياسي بين الدول، سعيًا لإقرار الأمن والسلم الدوليين. وأوضح أن التعددية الدينية هي أصل في العائلة الإنسانية، مثلها مثل التعددية الثقافية في أبعادها اللغوية والتعبيرية وعمقها التاريخي، مصداقًا لقوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والأرض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين". وأشار "التويجري" إلى أن اختلاف الألسن هو اختلاف اللغات المعبرة عن الثقافات، واختلاف الألوان هو اختلاف الأجناس والأعراق التي تنتج الثقافات. وارتأى أن من شأن استعراض السياسات، والتجارب الرائدة في مجال استخدام التكنولوجيا في التربية على التعددية الدينية والثقافية، أن يفتح آفاق المستقبل، لولوج مجتمع المواطنة العالمية الذي يتحرر من عقد الصراع الثقافي، والصدام الفكري، والكراهية الناتجة عن العداء بين أتباع الأديان لمجرد الاختلاف في المعتقدات، ما يؤدي إلى نشوب الحروب، ونشوء الأزمات، وتفاقم المشاكل الدولية التي تهدد الأمن والسلم في العالم. ووفقا للتويجري، يشارك في هذا الاجتماع نخبة من القائمين على وضع السياسات والخبراء الدوليين لتحديد أفضل الممارسات في مجال التربية على تعدد الأديان والثقافات في البيئات العالمية والإقليمية، وذلك من أجل تعزيز السلام العالمي وتعميق التعايش الديني والثقافي انطلاقًا من التربية على التعددية الدينية والثقافية، ولبلورة هذه المفاهيم، وزيادة التبادل الدولي للأفكار، والربط بين الباحثين والممارسين والمربين وواضعي السياسات، وتوسيع نطاق استخدام أنماط التعليم المراعية للاختلافات الدينية والثقافية، والداعمة لثقافة الحوار على جميع مستوياته، بالإضافة إلى السعي إلى نشر قيم التفاهم والوئام والتعايش بين الأمم والشعوب وتعزيز الاحترام المتبادل فيما بينها.