تسلم الجيش اللبناني صباح اليوم الاثنين دفعة أولى من الأسلحة الفرنسية، بموجب عقد الهبة الموقع بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي. وحضر عملية التسلم في بيروت، وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري وقائد الجيش اللبناني جان قهوجي وكبار الضباط من الجيشين اللبناني والفرنسي. من جهته، قال لودريان في كلمة ألقاها في احتفال تسلم الجيش الأسلحة الفرنسية إن "لبنان الذي يعرف ثمن الحرب لا يريد الانجرار إلى هذه الفوضى المحيطة به وفرنسا إلى جانبه للحيلولة دون ذلك”، مشيرا إلى أن لبنان يتعرض لضغوط كبيرة من تنظيم داعش. وأضاف أن هذا المشروع من حيث العتاد سيتضمن تسليم عشرات المدرعات ومدفعية حربية حديثة مثل "مدافع سيزار" والعديد من الأسلحة لمساعدة الجيش، مشيرا الى ان بلاده ستنشر 60 ضابطا فرنسيا في لبنان لتدريب الجيش. بدوره قال وزير الدفاع اللبناني في كلمته إن "وجود وزير الدفاع الفرنسي اليوم دلالة على الرابط الذي يجمع البلدين". وشكر مقبل السعودية على هبة ال 3 مليارات دولار لشراء العتاد والأسلحة، كما شكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان على سعيه وعمله لتحقيق هذا المشروع، وكل الدول الصديقة التي قدمت وتقدم مساعدات للجيش ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعتبر أن انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب انتصار أيضا لكل الدول المهددة بهذا الإرهاب، بحد قوله. وتشمل الدفعة الأولى صواريخ من نوع "ميلان"، ووفقًا لمصادر وزارة الدفاع الفرنسية فإن "صفقة الأسلحة والتجهيزات ستستغرق أربع سنوات، فيما تستمر عمليات التأهيل 7 سنوات والصيانة 10 سنوات". ومن ضمن الأسلحة التي سيتسلمها الجيش اللبناني، زوارق حربية بطول 50 متراً لحراسة الشواطئ، وصواريخ "ميسترال" وطوافات وعتاد وأسلحة لمكافحة الإرهاب ومراقبة شبكات الانترنت وحسابات التواصل الاجتماعي عبر هذه الشبكات. ووصل لودريان مساء الأحد، الى بيروت، في زيارة رسمية للبنان، حيث كان في استقباله مقبل على أرض مطار رفيق الحريري الدولي الى جانب سفير فرنسا باتريس باولي وعدد من أركان السفارة. يشار إلى أنه في شهر ديسمبر 2013 أعلنت السعودية عن هذه الهبة. واستمرت المفاوضات طيلة عام كامل منذ اللقاء بين لودريان والملك عبدالله بن عبد العزيز في أكتوبر/ تشرين الاول 2013 ، ثم زيارة الرئيس فرانسوا أولاند في ديسمبر/ كانون الاول من نفس العام. ويخوض الجيش اللبناني حربا ضد "مجموعات إرهابية"، كان آخر فصولها مطلع شهر أغسطس/ آب الماضي، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بينه وبين مسلحين سوريين، من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، استمرت 5 أيام، في محيط عرسال، اختطف المسلحون خلالها عددا من العسكريين اللبنانيين، حيث قتل أيضا ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش، وجرح 86 آخرون، وعدد غير محدد من المسلحين. ولا يزال تنظيما "جبهة النصرة" و"داعش" يحتجزان 17 و6 عسكريين على الترتيب، بعد أن أعدم كل منهما عسكريين اثنين.