بادر العديد من المصريين لتلبية دعوات رئيس دولة "ليبرلاند"، والتي تطالب بحاجتها إلى مواطنين، وذلك بعد إنشاء دولته الجديدة والتي يرى المصريون أنها ستفتح المجال أمامهم لتحقيق حياة كريمة بعيدًا عن الظلم والتهميش الذي يعاني منه الشعب المصري في ظل عدم قدرة الدولة على تحقيق مطالبهم أو حتى السماح لهم بالتعبير عن غضبهم، والذي غالبًا ما يقابل بالقتل أو السجن. ويرى خبراء سياسيون أن تلبية الآلاف من المصريين وخاصة الشباب لدعوة الهجرة إلى الدولة الجديدة، يدل على الظلم والتهميش وانعدام الإنسانة التي يعاني منها غالبية المصريين، لاسيما الشباب منهم والتي ربما تسمح لهم الظروف في تغييرها في المجتمع الجديد. وتقع الدولة الجديدة على الضفة الغربية لنهر الدانوب، بين كرواتيا وصربيا، وأنشئت منذ أيام بعد استغلال مسئول تشيكي يدعى "فيت جيديكا" عدم نسب هذه القطعة إلى أي من الدولتين، وقام بإعلانها كدولة جديدة على مساحة 7 كيلومترات، وذلك بعد حصوله على اعتراف رسمي من الدولتين بأن هذه القطعة من الأرض غير تابعة لهم، ونصب نفسه رئيسًا للجمهورية، وبدأ في تدشين موقع وشعار لها باسم "عش ودع غيرك يعيش" وبدأ بدعوة الراغبين للانضمام إليها من كل أنحاء العالم، بعد أن وضع عدة شروط من بينها حرية الآخرين، وعدم المساس بالملكية الخاصة، وألا يكون للراغب في القدوم للدولة تاريخ نازي أو شيوعي أو تبنى في أي فكر متطرف، وأن يكون سجله الجنائي خاليًا من أي أحكام صدرت ضده من قبل. وقال محمد أبو النجا، عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي، إن وجود توجه عام من قبل المصريين للهجرة إلى دولة ليبرلاند الجديدة دليل على حالة الإحباط التي يعيشها المجتمع المصري، خاصة في ظل الكرامة المفقودة التي تعد أبسط حقوق الإنسانية. وأضاف أنه على الرغم من علم المصريين الراغبين في الهجرة بأنهم سيبدأون حياة جديدة بدائية، إلا أن رغبتهم في الحصول على حرية ووجود معايير تحفظ كرامتهم والقضاء على التهميش الذي يعانون منه في مصر وسيكون دافعًا كبيرًا لبدء حياة جدية. وأشار إلى أن مصر تعاني في الوقت الحالي من غياب منظومة للقيم ووجود معايير تحافظ على حرية الأفراد حتى أن القانون لا يطبق بشكل صحيح، مضيفًا أنه لا يوجد أسلوب معيشي وديني متبع فالدولة لا هي تطبق الشريعة الإسلامية ولا هي تتبع الأعراف والتقاليد المجتمعية التي تنظم الحياة. وأضاف، أن فكرة وجود أي شيء جديد هو هدف يسعى الشباب إلى تحقيقه والدليل على ذلك انجذاب الشباب إلى تنظيم داعش كتنظيم جديد بعيدًا عن كونه تنظيمًا إرهابيًا. من جانبه، أكد مجدي حمدان، المحلل السياسي والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن ترحيب المصريين والسعي إلى الهجرة إلى دولة "ليبرلاند" الجديدة يأتي من أجل تحقيق الحرية التي يفتقدها المصريون في الوقت الحالي في ظل نظام يواجه الشعب بالرصاص والمعتقلات. وأوضح، أن المصريين لا يعاملون داخل بلدهم على أنهم مصريون لهم حق المعيشة والتمتع بخيرات الوطن، وذلك لتحكم فئة معينة من الشعب في خيرات الدولة ومقدراتها، في حين يعاني الكثير من أفراد الشعب من تدني مستوى المعيشة وعدم القدرة على الحصول على مأوى. وأضاف أن الاعتقال غالبًا ما يكون من نصيب المعترض، لذلك هجرتهم إلى دولة جديدة لاسيما الشباب سيمثل بارقة أمل لمستقبل يصنعونه دون ظلم أو تقييد والدليل على هذا تسارع العديد من المصريين لتسجيل بياناتهم في الساعات الأولى من الإعلان عن الدولة الجديدة، والتي وصل إلى مليون طلب طبقًا لأحد المواقع المعروفة التي تتابع الدولة الجديدة والتي لا تتعدى مساحتها 7 كيلومترات.