في تعليقه على التفجير, الذي تسبب بانقطاع الكهرباء بمدينة الإنتاج الإعلامي, قال الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد عادل سليمان إن تأمين أبراج الكهرباء ليس أمرا سهلا، لأنها كثيرة ومنتشرة، ويفترض أنها غير مستهدفة. وقلل سليمان في تصريحات ل"الجزيرة" من أهمية هذه الواقعة، لأنها تمت بعيدا عن مبنى مدينة الإنتاج الإعلامي بعدة كيلو مترات، ومن ثم فهي لا تعني اختراقا لقوة تأمينها, حسب قوله. وتابع "هذا التفجير كشف رفض قطاعات كبيرة أداء القنوات, التي تبث من داخل المدينة، وربما رغبة تلك القطاعات في التخلص من قنوات بعينها, إلا أنه لا يمكن وصفه بالعمل الثوري, لأنه سيتخذ ذريعة لوصم أطراف بعينها بالإرهاب، وبالتالي تبرير استمرار العنف ضدهم"، وأشار سليمان أيضا إلى "القاعدة التي تقول :ابحث عن المستفيد تعرف من الفاعل", وذلك في تشكيك فيما يبدو بمسئولية "العقاب الثوري" عن هذا التفجير. وكان الكاتب الصحفي وائل قنديل, مستشار تحرير جريدة "العربي الجديد", ومدير التحرير السابق لجريدة "الشروق", رفض أيضا رواية مسئولية "تنظيم العقاب الثوري" عن تفجير برجي كهرباء يغذيان مدينة الإنتاج الإعلامي, وأكد ل الجزيرة" أن "هذا التفجير من تدبير النظام أو أجنحة متصارعة بداخله", على حد قوله. وتابع قنديل " التفجيرات غير مفيدة للحراك الثوري السلمي، النظام أراد بهذا التفجير أن ينقل الحرب من سيناء, التي فشل فيها فشلا ذريعا، إلى قلب القاهرة, حتى يغطي على الدفعة الجديدة من أحكام الإعدام, التي صدرت ضد المعارضين". وكانت حركة تطلق على نفسها "العقاب الثوري" تبنت تفجيرات استهدفت في وقت مبكر الثلاثاء الموافق 14 إبريل برجي كهرباء يغذيان مدينة الإنتاج الإعلامي بالجيزة, ما أدى لانقطاع الكهرباء عن المدينة, وانقطاع بث قنوات تلفزيونية. وقالت الحركة في بيان لها :"إن العملية إنذار لمنظومة تدمير الوطن واستباحة الدم", مشيرة إلى "تحريض قنوات تليفزيونية مؤيدة للسلطات ضد المعارضين للنظام الحالي". وبينما تبنى تنظيم "أجناد مصر" تفجيرات أوقعت ضحايا في صفوف قوات الأمن, أعلنت حركة "العقاب الثوري" عن عمليات, لم توقع في الغالب إصابات. وكانت ست عبوات ناسفة انفجرت بعد منتصف ليل الثلاثاء في محوّلين للضغط العالي يقعان على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الإنتاج الإعلامي. وتسبب انفجار العبوات بفارق زمني طفيف في تدمير أحد البرجين وإصابة الثاني بأضرار كبيرة, في حين عثرت قوات الأمن على ما لا يقل عن خمس عبوات أخرى في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي, وقامت بتفكيكها, وفقا لمصادر أمنية وإعلامية مصرية. وقال رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل إن انقطاع الكهرباء أثر على القمر الصناعي "نايلسات", الذي يتولى البث الفضائي لمئات القنوات التليفزيونية بما فيها القنوات المصرية. ووصف هيكل تفجير برجي الكهرباء المغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي بالعمل التخريبي والإرهابي, مشيرا إلى إدخال 15 مولدا كهربائيا لضمان استمرار العمل داخل هذه المنشأة الإعلامية. يُشار إلى أن هذه المنشأة هي عبارة عن مجمع أستديوهات تبث منه معظم القنوات الفضائية. وبعد التفجيرات انتشرت قوات الأمن داخل المدينة الإعلامية وحولها لتأمين حمايتها. وخلصت التحقيقات الأولية لنيابة جنوبالجيزة إلى أن الانفجار الذي قطع بث كل القنوات الفضائية جرى عن طريق انفجار ست قنابل كبيرة الحجم، زنة الواحدة منها لا يقل عن كيلوجرام، وأن القنبلتين اللتين تم إبطال مفعولهما مكونتان من مواسير أسطوانية "بلاستيك" طولها أربعون سنتيمترا، وقطرها 15 سنتيمترا، تحوى مادة "تي.إن.تي" شديدة الانفجار، وموصولتان بدوائر كهربائية، وجهاز هاتف محمول. ووفق تقارير صحفية، فإن النيابة تحفظت على شريحتي هاتف محمول، كانتا داخل القنبلتين، وقد خاطبت النيابة شركات الاتصالات الثلاث التي تعمل في مصر للكشف عن هوية مالكهما، فضلاً عن رصد المكالمات الصادرة والواردة بمحيط تفجير البرجين، لمحاولة التوصل إلى هوية الجناة.