"داعش" اسم يحمل فى طياته الدم والإرهاب والقتل فلم يعد فى العالم جزء إلا وتعرض أحد فيه إلى إرهابها وتخويفها فقد أصبحت شبحًا يهدد حكومات وشعوب طوال الفترة الماضية وطالما حلم الجميع بالقضاء عليه. استخدم داعش منذ الوهلة الأولى التكنولوجيا أفضل استخدام لنشر فيديوهات الذبح والعمليات الإرهابية التى يقوم بها عبر العالم لإثارة الذعر والفزع بين الناس. ولكن يبدو أن داعش يسعى إلى تغيير مساره من القتل والترويع للأبرياء والاستيلاء على الممتلكات فى أرض الواقع إلى النهب والاستيلاء أيضا ولكن من نوع آخر هذه المرة فبعد توقف داعش لبرهة من القتل نجده يعود من جديد فى ثوب جديد مخترقًا المواقع الإلكترونية لبعض القنوات والمواقع والصحف العالمية والمحلية التابعة لأعدائها ونشر رسائلها عبرها، وهو ما يرى فيه البعض إحدى أهم وسائل التنظيم فى استقطاب أنصار جدد. كما اخترق قراصنة عرفوا أنفسهم بأنهم تنظيم الدولة الإسلامية، شبكة القناة الخامسة فى التليفزيون الفرنسي، التى تبث للعالم الخارجي، مما دفعها لتوقيف البث لعدة ساعات قبل أن يتعرض الموقع الإلكترونى للقناة للهجوم مرة أخرى، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته وعرض جملة من مطالبه، كما اخترق القراصنة مواقع التواصل الاجتماعى التابعة للقناة. ووصف رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالز، الهجوم، فى تغريدة على حسابه على "تويتر"، بأنه "غير مقبول من حيث حرية تلقى وإرسال الأخبار”، بينما توجه وزير الداخلية برنارد كازينو، ووزيرة الثقافة فلور بيلرين، ووزير الخارجية لوران فابيوس، إلى المقر الرئيسى للقناة، حيث استمعوا لشرح حول الوضع من المسئولين العاملين بالقناة. أكد المهندس محمد فتيت، الخبير الإلكترونى فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن اختراق المواقع والقنوات التى تقوم بها داعش لا يحتاج إلى حرفية عالية ولكنه يحتاج إلى بعض الأدوات البسيطة، مشيرًا إلى أن درجة الأمان التى تتمتع بها تلك المواقع على الإنترنت تتحكم فى درجة قابليتها للاختراق، قائلا: "من الواضح أن داعش تستخدم أفرادًا محترفين فى الميديا لأنها تنجح فى استخدام التكنولوجيا بالشكل التقنى الصحيح بنسبة 90%". وأوضح أحمد صبري، خبير الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، أن داعش يستغل التكنولوجيا أفضل استغلال لاستقطاب الشباب وبيان مدى قوتهم، لأنه فى حالة ثبوت قدرة داعش على اختراق تلك المواقع فعلى الجميع الاعتراف بقدرته التكنولوجية واحترافيته فى اختراق العالم بأسره. وقال محمد السعدني، الخبير السياسى ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن تحول داعش من سياسة الدم إلى القرصنة الإلكترونية ليس تحولاً فى سياسته لكنه تحول فى الاتجاه العالمى لمكافحة الإرهاب، فبعد التحالف العربى بشأن حرب الحوثيين فى اليمن، بدأت محاربة الإرهاب تتخذ مسارًا جديدًا من خلال مشروع تأسيس القوى العسكرية، ومطالبة ليبيا للتدخل فيها، مشيرًا إلى أن هناك بعض الخلافات بين داعش وصانعيه، فالعالم اكتشف مخططاته. وأضاف السعدني، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن داعش يريد أن يثبت للعالم أنه مازال موجودًا بعد فشله فى الحرب الدموية وبعد ضيق العالم الجغرافى عليهم، فتغيرت وسائل إيذائه من الدم إلى التكنولوجيا. فى حين أكد اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمني، أن هذه التحول دليل على انتماء مجموعة من الشباب المتخصصين فى التكنولوجيا إلى داعش، مما يعد دمًا جديدًا ومؤشرًا خطرًا يجب أن ننتبه إليه، مشيرًا إلى استقطاب داعش أكبر عدد من الشباب عن طريق إثبات أنه ليس دمويًا ورجاله ليسوا قتلى وسفاحين، ولكنهم يدافعون عن الحق. وأضاف الخبير الأمني، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن داعش سيضع استراتيجية جديدة لتحركاته فى الفترة القادمة، لتتحول إلى حرب عصابات وليست حربًا نظامية، فهو منطلق فى اتجاه أكثر نظامًا مما كان عليه.