شد وجذب بين منتجى دراما رمضان ومخرجيها

بعيداً من الأزمات الإنتاجية والتسويقية واعتذارات النجوم التي اعتادت الدراما التلفزيونية مواجهتها طوال السنوات الماضية، تطلّ هذا العام مشكلة من نوع خاص تتمثّل في اعتذار بعض المخرجين عن استكمال تصوير عدد من المسلسلات، وهو ما وضع أصحاب هذه الأعمال في مأزق كبير، خصوصاً بعد التعاقد مع عدد من الفضائيات على عرضها خلال شهر رمضان.
واللافت، أن أسباب الاعتذارات على رغم تحفّظ بعضهم عليها، تتمحور حول خلافات في وجهات النظر بين المخرجين المعتذرين وجهات إنتاج مسلسلاتهم، التي طالبتهم بإنجاز معدلات تصوير يومية مرتفعة، والتقليل قدر الإمكان من الكلفة الإنتاجية من طريق تغيير أماكن التصوير والاستعانة بمجاميع وأكسسوارات وديكورات أقل من المطلوب، وهو ما رآه المعتذرون تعدياً على سلطاتهم الإخراجية، وعلى النتيجة النهائية للعمل، والتي غالباً ما تأتي دون المستوى المأمول.
وجاء في مقدّمة المسلسلات التي واجهت اعتذارات من مخرجيها، «نصيبي وقسمتك» لهاني سلامة ونيكول سابا وشيري عادل ومي سليم، وتأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج علي إدريس الذي اعتذر بعد انتهائه من تصوير خمس حلقات فقط، بسبب خلافاته مع الجهة المنتجة، وفشلت كل محاولات إعادته، على رغم تعاونه مع سلامة في بدايته الفنية من خلال فيلم «أصحاب ولا بيزنس». وبعد توقّف التصوير لفترة، وقع الاختيار على المخرج عطية أمين لاستكمال المسلسل.
وتعرّض «يا أنا يا نت» لفيفي عبده وسمية الخشاب وتأليف فتحي الجندي، لاعتذار مفاجئ من مخرجه أحمد حمودة، بسبب خلافات بينه وبين منتجة المسلسل التي استعانت بالاتفاق مع فيفي، بالمخرج ياسر زايد لاستكمال التصوير، وهو ما استجاب له زايد الذي كان لفت الأنظار إليه في المسلسل الكوميدي «هبة رجل الغراب» لإيمي سمير غانم وحازم سمير.
الأمر ذاته تكرر مع «أرض النعام» لرانيا يوسف وروبي وأحمد زاهر، وتأليف ناصر عبد الرحمن، بسبب الاعتذار المفاجئ لمخرجه محمد سامي، بداعي ارتباطه بإخراج فيلم سينمائي جديد. وبعدما عرضت الشركة المنتجة للعمل المسلسل على أكثر من مخرج، استُقر في النهاية على غادة سليم.
وحلّ إبراهيم فخر في اللحظات الأخيرة بدلاً من شيرين عادل لإخراج مسلسل «حالة عشق»، لمي عز الدين وبوسي وروجينا وخالد سليم، وتأليف محمد صلاح العزب.
وتسبّبت الخلافات في بعض بنود التعاقد بين المخرج أحمد عبد الحميد وجهة إنتاج مسلسل «الصعلوك» لخالد الصاوي وحسن حسني وريهام عبدالغفور، في اعتذاره عن إخراج المسلسل على رغم الصداقة القوية التي تربطه بالصاوي الذي كان تعاون معه في «أهل كايرو»، وأسند إخراج المسلسل الجديد إلى أحمد صالح.
اعتذار وائل فهمي عبد الحميد عن إخراج «الضاحك الباكي» (يتناول قصة حياة الفنان الراحل نجيب الريحاني)، لارتباطه بتصوير مسلسل «أسرار» لنادية الجندي، تسبّب في تأجيل العمل، على رغم الاستعانة بالمخرج سعيد حامد الذي أكّد لجهة الإنتاج استحالة الانتهاء من تصويره قبل رمضان، وهو ما تسبّب في إسناد تنفيذه إلى مجدي أبو عميرة.
ودخل مسلسل «خيانة عصرية» لداليا البحيري ونضال الشافعي، في نفق مظلم بسبب اعتذار مخرجه سميح النقاش بعد تصوير نحو ساعتين من أحداثه، لارتباطه بتنفيذ مسلسل «أولاد منصور التهامي» لنور الشريف.
وكان المخرج عمرو عرفة، اعتذر عن إخراج الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين» الذي يُعرض حالياً، من بطولة يسرا وقصى خولي ونيللي كريم وصلاح عبد الله ونور، وحلّ مكانه السوري شادي أبو العيون.
وبعدما توفي المخرج نادر جلال بعد تصوير عشرة أيام من مسلسل «شطرنج» لنضال الشافعي ووفاء عامر، حلّ مكانه المخرج المنفذ للعمل محمد حمدي وأكمل التصوير.
يُذكر أن مشروع مسلسل «المشبوه» المأخوذ عن الفيلم الذي قدّم في بداية ثمانينات القرن العشرين لعادل إمام وسعاد حسني وفاروق الفيشاوي، توقف تماماً بعدما اعتذر نهائياً سمير سيف عن إخراجه على رغم حماسته له، خصوصاً أنه مخرج الفيلم السينمائي.