وصفت وزارة الخارجية التركية، القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي مساء اليوم الأربعاء، والذي أيد فيه مزاعم الأرمن بخصوص أحداث عام 1915 بأنه "مثير للسخرية" قائلة: "نحن لا نأخذ على محمل الجد من أقروا هذا النص الذي يقتل التاريخ والقانون". وفي وقت سابق مساء اليوم، أصدر البرلمان الأوروبى، بأغلبية الأصوات، قرارًا يدعم مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915 ويطالب تركيا بقبول تلك المزاعم الأرمينية.
وقال بيان صادر عن الخارجية التركية: "البرلمان الأوروبي المعروف باختلاقه العراقيل ضد تطوير العلاقات التركية - الأوروبية، بات لديه هوس بإعادة صياغة التاريخ بشأن أحداث عام 1915، كما سبق وأن جرب هذا الأمر من قبل"، مضيفًا: "ولقد انتهى هذا الهوس في 15 نيسان/أبريل 2015 بنص قرار مثير للسخرية يكرر بشكل حرفي الدعاوى والحملات التي يرددها الأرمن ضد تركيا بخصوص تلك الأحداث".
ولفت البيان إلى أن البرلمان الأوروبي، بالقرار الذي أصدره بشأن تلك الأحداث "قد كرر ارتكاب نفس الخطأ الذي سبق وأن ارتكبه حينما تجاوز صلاحياته بشكل يتنافى مع القانون الدولي"، مضيفًا: "ولا شك أن نسبة مشاركة الأوروبيين في انتخابات عام 2014 التي بلغت 42%، توضح لنا مكانة هذا البرلمان في الثقافة السياسية للاتحاد الأوروبي".
واستطرد البيان: "ونحن نعيد ثانية هذا النص الذي لا مثيل له على الإطلاق في عدم التوازن، إلى المؤسسة المذكورة، ليأخذ مكانه بين الوثائق التي لا نرغب في رؤيتها مستقبلًا، ولا شك أن من قبلوا بنص هذا القرار، يعلمون جيدًا أن الاتحاد الأوروبي تأسس على أساس ثقافة المصالحة، والسلام، وتأسس على أساس عدة مبادئ أساسية منها الديمقراطية، وحقوق الإنسان، واقتصاد السوق الحر".
وأضاف: "وبهذه المناسبة نتمنى للسياسيين الذين دعموا هذا القرار اليوم، التوفيق في شراكتهم مع من تغذوا على ثقافة الكراهية، والحقد، والصراعات، ولم تكن لهم أي علاقة من قريب أو من بعيد بالقيم الأوروبية".
وأكد البيان على أن "النهج الذي لجأ إليه البرلمان الأوروبي، من خلال قراره اليوم، نهج انتقائي أحادي الجانب، جاء على عكس القيم التي تشكل سبب وجود هذه المؤسسة التشريعية الأوروبية، ومن شأنه الإضرار بعلاقات تركيا مع أوروبا، بل كان بمثابة واقعة بعيدة كل البعد عن الجهود الرامية لإيجاد حل للقضية القائمة بين تركياوأرمينيا".
وأوضح البيان أن قرار البرلمان الأوروبي "ينم عن جهل وعدم معرفة، ومع الأسف وراءه تعصب لغوي وديني"، مشددًا على ضرورة أن "يعي البرلمان الأوروبي، أنه لا يمكن تأسيس مشترك للشعوب الأوروبية، من خلال إقصاء الثقافات والأديان المختلفة".
واضاف "وبخصوص أحداث عام 1915، فإن تركيا خلال السنوات الأخيرة قامت كما ينبغي بأداء واجبها التاريخي في الحديث عن أحداث الماضي، ونأمل في أن تتحلى أرمينيا بدرجة من النضج خلال فترة وجيزة، وثمة فائدة في مواجهة أعضاء البرلمان الأوروبي بتاريخهم قبل أن يهتموا بأحداث عام 1915، فعليهم أن يتذكروا مسؤولياتهم، وأدوارهم في أبشع الكوارث في تاريخ البشرية مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية".
وأيد القرار الأوروبي 351 عضوًا مقابل رفض 269 عضوًا، في جلسة الجمعية العمومية التي عقدت بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ودعت إليها مجموعة "الحرية الأوروبية والبريطانية والديمقراطية المباشرة"، التي تضم الأحزاب الرافضة للاتحاد الأوروبي، والأحزاب العنصرية، واليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي.
وجاء في القرار أن "الاتحاد الأوروبي يشيد بالكلمة التي ألقاها بابا الفاتيكان في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية بحق الأرمن، في 12 نيسان/أبريل، والتي كانت تحمل روح السلام والتفاهم".
وبهذا القرار غير الملزم، والذي يصف أحداث عام 1915 بال"الإبادة"، دعا الاتحاد الأوروبي تركيا، إلى مواجهة ماضيها وقبول المزاعم الأرمينية التي يشير أن "أحداث إبادة جماعية وقعت بحقهم".