لم يمض أكثر من عام على حركة التغييرات التى شهدها المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ال17 من مارس عندما أصدر المشير عبدالفتاح السيسي فور ترقيته نشرة استثنائية محدودة لتغيير عدد من قادة القوات المسلحة كان أبرزهم نقل اللواء أركان حرب أحمد وصفي، من موقعه كقائد للجيش الثانى الميدانى إلى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، بدلًا من اللواء أركان حرب إبراهيم نصوحي، وتعيين اللواء أركان حرب محمد الشحات، قائدًا للجيش الثانى الميدانى خلفًا لأحمد وصفي. إلا أنه لا شيء يظل كما هو، فبعد عام من التغييرات التى أحدثها السيسى عندما كان وزيرا للدفاع صدّق اليوم الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، على تعيين اللواء أركان حرب محمد الشحات، مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع، خلفا للواء صلاح البدري، الذى تم تعيينه مساعدا لوزير الدفاع. لم تكن التغييرات فقط فى تعيين الشحات مديرا للمخابرات إنما شملت أيضا قائد القوات البحرية اللواء أسامة الجندى ليحل محله اللواء بحرى محمد مجدى أبو الوفا وقائد الجيش الثانى الميدانى كما خلف اللواء ناصر العاصى اللواء الشحات ليصبح قائدا للجيش الثاني. وتأتى حركة التغييرات العسكرية بالجيش فى وقت شديد الحساسية نظرا لاستمرار العمليات العسكرية المناهضة للإرهاب فى سيناء وكذلك بعد إعلان تمركز قطع بحيرة عسكرية مصرية بالقرب من خليج عدن ضمن تردد أنباء عن نية مصر المشاركة فى عاصفة الحزم ضد الحوثيين فى اليمن. وقال اللواء محمد على بلال خبير عسكرى وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج، إن حركة التغييرات التى صدق عليها الفريق صدقى صبحى ما هي إلا دورية طبيعية بناء على نشرة يتم إصدارها مرتين بالعام، الأولى فى يناير والثانية فى يوليو، مبينا أنه من الممكن أن يتم فيما بينهما حركة تغييرات استثنائية يكون سببها محددات المرحلة كأى ظرف طارق. وأشار بلال فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن التغييرات لا يستلزم معها وجود رؤى جديدة فما حدث فى الحركة الأخيرة هو مجرد نقل مدير المخابرات من منصبه لمنصب آخر، الأمر الذى ترتب عليه أمور أخرى وهى أن يأخذ مكانه آخر ومن يليه فى الأقدمية. أما بالنسبة لتغيير قائد البحرية اللواء أسامة الجندى، فكشف بلال أن مشروع قناة السويس وراء نقل اللواء الجندى بسبب مدى احتياج الفريق مهاب مميش لقيادات عسكرية تتحمل المسؤولية فى مشروع القناة ليصل إلى ما يتم العمل له فى الفترة المقبلة نافيا علاقة مشاركة مصر فى عاصفة الحزم أو ما يحدث بسيناء من عمليات إرهابية بتلك التغييرات. إلا أن بلال شدد على ضرورة تبنى تكتيكات وخطط عسكرية جديدة للتعامل مع الإرهاب فى سيناء لاسيما فى ظل ما شهدته الفترة الأخيرة من حوادث أعلن فيها تنظيم ولاية سيناء فيها مسؤوليته عنها كان آخرها اليوم بعد استشهاد ستة عسكريين بالجيش بينهم ضابط وصف ضابط بعد استهداف مركبة كانوا يستقلونها بعبوة ناسفة قرب قرية الخروبة شمال سيناء.