قال خبراء إن التوصل إلى حل سياسي من أجل وقف الحرب باليمن، لن يكون إلا بعد تركيع الحوثيين والقضاء على قوتهم العسكرية في اليمن، ومن ثم يمكن بعدها الجلوس على مائدة المفاوضات للتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف. وأضافوا أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيران لن تجعله يتخلى عن مواقفه المعادية لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة وتأييده لعاصفة الحزم للقضاء على الحوثيين في اليمن، وإنما حملت رسائل سعودية بعد لقائه الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد، الذي طرح ضرورة القضاء على القوة العسكرية للحوثيين كشرط لوقف العمليات العسكرية وخلق حل سياسي. وقال محمد محسن أبو النور، الباحث في الشأن الإيراني، إن توسط تركيا بين السعودية وإيران من أجل التوصل إلى حل سياسي لوقف الحرب على الحوثيين في اليمن لن يتم بشكل كامل إلا إذا حسمت المعركة في اليمن بشكل عسكري من خلال القضاء على القوة العسكرية للحوثيين على الأرض، وذلك لما لها من تهديدات على المملكة السعودية. وأوضح، أن زيارة الرئيس التركي لإيران، فيها تغليب للمصالح الاقتصادية على الأولويات السياسية، مشيرًا إلى أن أردوغان قايض السياسة بالاقتصاد رغم أنه أصدر تصريحات انتقد فيها بشدة التوسع الإيراني في الملفات العربية، مؤكدًا أن أردوغان لن يتراجع عن الانضمام للتحالف العربي لمواجهة الحوثيين الموالين لإيران في اليمن، خاصة أن الدلائل كافة تشير إلى احتمالات كبيرة بتدخل عسكري بري من قوات مصرية وسعودية وباكستانية. وتابع: "أعتقد أن الزيارة الرسمية للأمير مقرن بن عبد العزيز إلى أنقرة قبيل ذهاب أردوغان إلى طهران، تأتي في إطار حرص المملكة على تكامل المحور السني الذي تقوده السعودية الآن في مواجهة المحور الشيعي الذي تقوده إيران، وهذا يوضح أن صناع السياسات في الرياض أرادوا التأكيد على المواقف التركية التي استطاعوا استخلاصها من أنقرة في الأسابيع الأخيرة". وقال صلاح لبيب، الباحث في الشأن التركي والخليجي بجامعة القاهرة، إن تصريحات أردوغان المعادية لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، تؤكد وقوفه مع التحالف العربي للقضاء على الحوثيين في اليمن باعتبارهم جزءًا من النفوذ الإيراني، مضيفا أن هذا التصريح لم يمنع تركيا من إبرام اتفاقيات اقتصادية مع إيران بقيمة تصل إلى 30 مليار دولار، لاسيما وأن تركيا تستورد 50% من الغاز الإيراني ومتوقع أن ترتفع المعاملات الاقتصادية بعد رفع الحظر الاقتصادي عنها. وأشار إلى أن علاقة تركيا مع الخليج وإيران تعتمد على التوازن السياسي والاقتصادي، خاصة أن غالبية العلاقات الاقتصادية التركية مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية. ولفت إلى أن الشق السياسي من الزيارة ارتبط بوجود حلول سياسية لوقف الحرب في اليمن بشرط القضاء على القوة العسكرية لهم لضمان الجلوس على مائدة الحوار من أجل التوصل إلى حلول سياسية تمنع الخطر الحوثي بشكل نهائي وتوقف التمدد الإيراني في المنطقة العربية.