كثيرة هي حوادث الغرق التي تحدث للسفن، وكثيرة هي الأسباب التي قد تكون وراء حوادث الغرق تلك. موقع ال بي بي سي قال إن المحققون عادة في أي حادث غرق لسفينة ما يضعون في حسبانهم أسبابا من أهمها بحسب الموقع : أخطاء في التصميم السفينة المصرية التي غرقت في البحر الأحمر على سبيل المثال هي عبارة من نوع "أدخل أخرج" بمعنى أن السيارات تدخل من إحد طرفي العبارة وتخرج من الطرف الآخر على عكس السفن العادية حيث يجري رفع شحنات البضائع إلى متنها عبر رافعات. ولتسهيل دخول السيارات إلى العبارات من النوع سابق الذكر عادة ما تكون لها أبواب خارجية كبيرة قرب مستوى المياه في مقدمة ومؤخرة السفينة، وهذا قد يحمل معه خطر التسبب بفيضان المياه داخل السفينة إن لم يتم إغلاق الأبواب الخارجية بإحكام. فحتى لو كانت كمية المياه التي قد تدخل عبر تلك البوابات صغيرة إلا أنها تسبب تأرجح السفينة من جانب لآخر ويجعل السفينة تتراقص نحو المقدمة والمؤخرة بسبب الثقل المائي الزائد المتحرك داخلها. ومع تواصل تحرك تلك الكمية من المياه يزداد زخم وقوة الحركة وتأرجح السفينة وتكاد تصبح كالحصان الذي يقفز لأعلى من فترة لأخرى. وبهذا تصبح السفينة غير مستقرة وسرعان ما يمكن أن تجنح السفينة على أحد جانبيها وتغرق خلال وقت قصير جدا. وتعرف هذه الظاهرة باسم" تأثير السطح الحر" وقد كان هذا السبب الرئيسي في غرق العبارة "فري انتربرايز" قبالة ساحل مدينة زيبروغ عام1987 بعد أن بدأت إبحارها وأبوابها الخارجية مفتوحة. وكان هذا أيضا السبب في غرق السفينة الأستونية "أستونيا" في بحر البلطيق عام 1994 وهو ما تسبب في مقتل أكثر من 850 شخصا. تعديلات على الهيكل ومن بين الأسباب الأخرى التعديلات التي يتم إدخالها على هيكل السفينة الأصلي. فعندما يتم زيادة ارتفاع السفينة لإدخال المزيد من الطبقات الخاصة بغرف الركاب مثلا، قد يتسبب ذلك في زيادة مقاومة الرياح لسير السفينة ولاسيما في الليل. وهذا ما لاحظه المحققون في العبارة أستونيا حيث كان طابقان قد أضيفا إلى هيكلها الأصلي في الثمانينينات. خطأ بشري في كل تحقيق يضع المحققون في قائمة الاحتمالات على الدوام وجود خطأ بشري. وعادة ما يفحص المحققون إن كانت الأبواب قد أغلقت بإحكام وإذا كانت بقية المهام الروتينية قد أنجزت على نحو ما يرام أم لا. كما يبحث المحققون إن كانت خزانات المياه الخاصة بحفظ التوازن في وضع سليم أم لا. فوزن الماء في تلك الخزانات يساعد في محافظة السفينة على مركز ثقل ثابت رغم حركة الأمواج، وبالتالي يحافظ على ثباتها. إما إذا كانت خزانات حفظ التوازن خالية أو تحوي كمية قليلة من الماء فإن ذلك يسبب خللا في مركز ثقل السفينة مع تحركها وتأثير الأمواج مما يقلص بشكل كبير من استقرارها ويعرضها للغرق. تحرك الشحنة إذا تحركت بعض الأشياء الموجودة في داخل بدن السفينة فجأة خلال الرحلة، كأن تكون سيارة مثلا فإنها قد تسبب نظريا حدوث ثقب في بدن السفينة، وهذا قد يتسبب في غرقها. والعبارة المصرية التي غرقت مؤخرا كانت تحمل 220 سيارة عدا عن الركاب ال1400. الاصطدام بالطبع إذا اصطدمت سفينة بسفينة أخرى أو حتى قارب وأحدث ذلك أضرار كبيرة في بدن كل منهما فقد يؤدي ذلك للغرق. الإرهاب أو القرصنة حدوث عمل إرهابي أو قرصنة مع ما يترتب عليه ذلك من تدمير لمكونات أساسية في السفينة قد يتسبب في غرقها. السفينة كول التابعة للبحرية الأمريكية تعرضت لهجوم قبالة ساحل اليمن عام 2000 ، كما تعرضت سفن أمريكية للهجوم قبال ساحل العقبة الأردني العام الماضي, وقد يحدث هذا لسفينة ركاب. وفي نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي هاجم قراصنة على متن عدد من القوارب السريعة مسلحين بقذائف "آر بي جي" المضادة للدروع سفينة ركاب سياحية قبالة ساحل الصومال، وهو ما يبرز خطر القرصنة. اندلاع حريق وفي حالة حدوث حريق دون أن يتمكن طاقم السفينة أو ركابها من السيطرة عليه، قد يتسبب ذلك في غرقها. بعض الناجين من العبارة المصرية تحدثوا عن حدوث حريق قبل غرق العبارة.