قال السفير الروسي لدى أوغندا، سيرجي شيشكين إن الحكومة الأوغندية يجب عليها أن تتعاون مع كل الشركاء الذين على استعداد للقدوم إلى البلاد والاستثمار فيها، وذلك بعد انتقادات وجهت لصفقة وقعت مؤخرا بين الدولة الواقعة في شرق أفريقيا وشركة حكومية روسية عملاقة لبناء مصفاة نفط بقيمة 4 مليارات دولار. وأضاف السفير الروسي في تصريحات لوكالة الأناضول اليوم الإثنين :"الأوغنديون يتسمون بالحكمة، إذا كانت هذه الصفقة تصب في صالحهم، فأتمنى لهم التوفيق". وأعلنت أوغندا مؤخرا أن شركة "أر.تي للموارد العالمية" وهي شركة تابعة ل "روستيك"، أكبر الشركات الحكومية المملوكة للدولة فى روسيا، فازت بمناقصة لبناء مصفاة نفط بتكلفة 4 مليارات دولار في البلاد. ولا يزال الرئيس التنفيذي لشركة "روستيك" سيرجي تشيميزوف، مدرجا على قوائم العقوبات الأمريكية بسبب تدخلات روسيا في الآونة الأخيرة في أوكرانيا. و"روستيك" هى أحد أهم الشركات الحكومية العاملة في المجال الصناعي والعسكري بروسيا، وتضم أكثر من 600 شركة تابعة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعرب السفير الامريكي لدى أوغندا سكوت ديلسي عن رفضه لمنح مشروع مصفاة النفط إلى الشركة الروسية العملاقة. وقال السفير الأمريكي للصحفيين في كمبالا: "هذا المشروع ليس محسوما"، داعيا الحكومة الأوغندية إلى النظر بعناية في العقوبات المفروضة على روسيا. وأعلنت أوغندا عن التوصل لاكتشافات نفط تجارية في عام 2006 في منطقة "ألبرتين" الواقعة جنوب غرب البلاد. ومن المتوقع حاليا أن تبدأ أوغندا إنتاج النفط في عام 2017 أو 2018 بمجرد الانتهاء من بناء المصفاة التي تبلغ طاقتها 60 ألف برميل يوميا، في منطقة "هويما" غرب البلاد. ووفقا لإرنست روبوندو، مفوض إدارة شؤون التنقيب عن النفط وإنتاجه بوزارة الطاقة الأوغندية، يبلغ احتياطي النفط في منطقة "ألبرتين" نحو 6.5 مليارات برميل، منها 1.5 مليار برميل قابلة للاستخراج. ويشير مصطلح "الكميات القابلة للاستخراج"، إلى النفط الذي يمكن لأوغندا أن تستخرجه من باطن الأرض، وتحقق تكلفة استخراجه مكاسب تجارية. وفي فبراير 2014، وقعت الحكومة الأوغندية مذكرة تفاهم مع ثلاث شركات لتصدير النفط الخام من بينهم شركة صينية وأخرى فرنسية. وقال السفير الروسي، لمراسل الأناضول، إن بلاده لن تقدم أبدا المشورة إلى الأوغنديين، بشأن الجهة التي ينبغي أن يتعاملوا معها، مشيرا إلي أنه لا ينبغي للحكومة الأوغندية أن تشعر بالقلق إزاء العقوبات (المفروضة علي بلاده)، وأنه يتعين على أوغندا أن تركز على فوائد علاقاتها مع روسيا بدلا من الاستماع إلى من يقدموا استشارات في هذا الشأن. وأضاف شيشكين، لوكالة الأناضول، هناك من يقدمون المشورة لأوغندا بألا تتعاون مع روسيا بسبب العقوبات، لا أحد يشعر بهذه العقوبات... مشاكلنا ليست بسبب العقوبات، ولكن بسبب إنتاج النفط، مشيرا إلي أن روسيا لن تقول أبدا، لا تتعاونوا مع هؤلاء الناس.. ليس هذا أسلوب روسيا.. أتمنى أن تتعاون أوغندا مع الولاياتالمتحدة، إذا كان ذلك في مصلحة أوغندا. وأوضح، أن 50 % من عائدات الصادرات الروسية تأتي من النفط والغاز، مضيفا أن كل ما فعلته العقوبات هو أنها عملت على تحسين الاقتصاد الروسي، مشيرا إلي أن العقوبات أجبرتنا على إنتاج المنتجات الزراعية ... بدلا من استيرادها. وقال السفير الروسي لدى أوغندا، إن تركيز روسيا على أفريقيا سيظل على مجال البنية التحتية، بما في ذلك الطرق ومحطات الطاقة الكهرومائية، ومحطات الطاقة النووية والسكك الحديدية، وغيرها، مشيرا إلي أن هذه المصفاة هي الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح. وأضاف شيشكين، لوكالة الأناضول، أن الخطوة التالية تتمثل فى دعم الشركات التي تقوم بإنتاج منتجات تعتمد على النفط والغاز ، وهو ما يمكن بيعه ليس فقط للسوق المحلى ولكن للمنطقة بأكملها. وفي عام 2012، اشترت أوغندا ست طائرات مقاتلة متعددة المهام طراز سوخوي من "روسوبورون اكسبورت"، وهى إحدى الشركات التابعة ل روستيك بقيمة 654 مليار شلن (نحو 220 مليون دولار).