واجهت محافظة شمال سيناء أزمة حادة مع اختفاء المحروقات سولار وبنزين بكل أنواعه (80 و90 وحتى 92)، مما أدى إلى إصابة حركة الحياة الحياة بالشلل التام في كافة أنحاء ومدن المحافظة، بعد أن امتنع سائقو سيارات الأجرة والسرفيس عن توصيل الموظفين والطلاب وأصحاب الحاجة، كما امتنعت الشاحنات عن نقل البضائع إلى أصحاب المحال التجارية. ونشبت عشرات المشاجرات بين الأهالي وسائقي سيارات الأجرة والسرفيس نتيجة رفضهم توصيل الأهالي، أو بسبب الخلاف على قيمة الأجرة وتعريفة الركوب بعد ان تم مضاعفتها من قبل السائقين. ويقول أصحاب سيارات الأجرة، إنهم لا يجدون البنزين والسولار إلا في السوق السوداء بسعر مضاعف عن طريق أصحاب جراكن البنزين ومهربيه، أو عن طريق الوقوف في طابور طويل يمتد عشرات الأمتار خارج محطات البنزين، مما يتسبب في إهدار وقت طويل في سبيل الحصول على "صفيحة" بنزين واحدة فقط. وقام الأهالي والسائقون في مدينة الشيخ زويد الحدودية مع إسرائيل بقطع الطريق الدولي العريش رفح احتجاجًا ذلك. ويخشى ملاك سيارات الأجرة من من ضياع مستقبلهم، لعدم قدرتهم على سداد أقساط السيارات في ظل أزمات البنزين المتلاحقة. ويشكو السائقون من تهريب البنزين إلى قطاع غزة بشكل يومي ومنتظم من خلال الأنفاق المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع غزة، حث يمتنع سائقو شاحنات البنزين عن التفريغ بمحطات العريش ومدن شمال سيناء ويتم تفريغها في أماكن خاصة بالمهربين في صحراء سيناء. وقالوا إن هذا الأمر يحدث هذا بشكل يومي ومستمر تحت سمع وبصر المحافظ والأجهزة الأمنية التي تقف عاجزة في منع تهريب البنزين المدعم من المصريين دافعي الضرائب إلى الفلسطينيين في غزة وبنفس الأسعار. وطالب الناشط السياسي محمد خطابي بفتح معبر رفح أمام الحدودي أمام حركة التجارة وتصدير المحروقات في عمليات منتظمة حتى يمكن وقف تهريب البنزين، وعدم حرمان شمال سيناء من الحصص المخصصة، خاصة مع تكرار الأزمات وهو ما يصيب الحياة بالشلل التام في سينا. وقال إن أهالي شمال سيناء يعودون إلى القرون والوسطي حيث يستخدمون البغال والحمير والجمال بدلاً من السيارات في ظل أزمة الوقود. وترجع مشكلة البنزين إلى أكثر من عام تقريبًا، حيث يتم تهريب جميع حصة شمال سيناء، وهو ما يثير غضب الأهالي الذين قاموا بالعريش قبل نحو أسبوعين بقطع الطريق، ما دفع الشرطة والجيش إلى التدخل وتوفير البنزين ومنع وصولة للمهربين. ويقول فتحي أبو حمدة مدير مديرية التموين بشمال سيناء، إن الكميات المخصصة لمحافظة شمال سيناء هي الأعلى والأكبر من نوعها طبقًا لإحصائيات وزارة البترول، إلا أنه من غير المرعوف كيف يتم استهلاك كل هذه الكميات برغم قلة عدد السكان مقارنة بالمحافظات الأخرى. وتعهد أبو حمدة بأنه سوف تحل الأزمة بشكل نهئاي خلال الأيام القادمة بطلب تخصيص المزيد من حصص البنزين والسولار إلى المحافظة، على أن يتم توفير الوقود في العريش وباقي مدن المحافظة خلال 24 ساعة.