أعلنت مكبرات الصوت في مقاطعة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال غربي سوريا، صباح اليوم السبت، تأجيل الاحتفال بعيد "نوروز"، وذلك بعد يوم واحد من سقوط أكثر من 130 شخصا ما بين قتيل وجريح في تفجيرين استهدفا احتفالا بالعيد في محافظة الحسكة (شمال شرق). وأفاد مراسل وكالة "الأناضول" في عفرين بأن نداءات وجهت، صباح اليوم، عبر مكبرات الصوت في مساجد مدينة عفرين تفيد بعدم إقامة الاحتفالية المركزية بعيد "نوروز" التي كان مزمعاً إقامتها في ساحة رئيسية وسط المدينة. وطلبت النداءات الأهالي بعدم التوجه إلى مكان الاحتفالية المجهز مسبقاً لإقامتها. وقال دلوفان دلو، عضو اللجنة التحضيرية للاحتفالية المركزية بعيد "نوروز" في عفرين، إن سبب تأجيل الاحتفال جاء "تضامناً مع ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا محتفلين أكرادا في مدينة الحسكة، مساء أمس الجمعة، كما أن سوء الأحوال الجوية لا تتناسب والاحتفال في الهواء الطلق حسب ما كان مقررا". وأضاف في تصريحه لوكالة "الأناضول"، أنه تم تأجيل الاحتفال المركزي في عفرين الذي كان مقرراً اليوم إلى أجل غير مسمى، لكن الاحتفالات الفردية في الأحياء والقرى "ستسير حسب رغبة الأهالي وما يرونه مناسباً". وشهدت مدينة عفرين مساء أمس الجمعة احتفالات جماهيرية بعيد "نوروز" شارك فيها المئات من سكان المدينة من مختلف أطياف المجتمع، وتم خلالها إيقاد شعلة "نوروز" وعقد حلقات الدبكة، قبل أن تنفض الاحتفالات بعد سماع خبر التفجيرين في مدينة الحسكة. واتهمت إدارة المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) تنظيم "داعش" بتنفيذ هجوم الحسكة، وذلك في بيان أصدرته ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه. وطلبت الإدارة من سكان مقاطعة الجزيرة (تسمية الأكراد لمحافظة الحسكة) عدم التجمهر والاحتفال في يوم "نوروز" إكراماً لأرواح "الشهداء الأبرار". ومقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أعلن عنها مطلع العام الماضي، شمالي سوريا، من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، ويتبع لها 366 قرية. وارتفع عدد سكان عفرين من حوالي 650 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، حسب مصادر كردية، بعدما توجه نازحون من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها، كونها لا تتعرض عادة لقصف من قوات النظام السوري. وقتل 37 شخصاً وأصيب 96 آخرين بجروح جراء تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا، مساء أمس الجمعة، ساحة احتفال بأعياد الربيع "نوروز" بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، حسب إحصائية رسمية أصدرها النظام السوري صباح اليوم السبت. ويعد عيد "نوروز"، الذي يتزامن مع حلول بداية فصل الربيع عيداً قومياً لدى الأكراد في سورياوالعراق وتركيا وإيران وعدد من دول وسط آسيا. وكل عام يحيي الأكراد العيد صباح يوم 21 مارس والليلة التي تسبقه باحتفالات جماهيرية تتخللها دبكات ورقصات خاصة بهم وإشعال النيران كرمز للخلاص من الظلم، حسب معتقداتهم. ويتقاسم كل من قوات النظام السوري وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب كردية وتنظيم "داعش" السيطرة على مساحة محافظة الحسكة التي تجمعها حدود مع كل من العراق وتركيا.