قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن حركته لم تتفاجئ من نتائج انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي التي فاز فيها حزب "الليكود" اليميني المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو، داعيا إلى الرد على هذه الانتخابات ببناء استراتيجية وطنية فلسطينية قائمة على الحفاظ على الثوابت الفلسطينية ومقاومة الاحتلال. وأضاف هنية، في كلمة له خلال مهرجان نظمته جمعية المحاسبين الفلسطينيين في مدينة غزة، مساء اليوم الخميس، بمناسبة يوم المحاسب الفلسطيني الذي يوافق تاريخ 20 مارس/ آذار من كل عام، إن "نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي فاز فيها اليمين الإسرائيلي وحزب الليكود لم تفاجئنا لأن السياق الديني والسياسي للكيان الصهيوني يؤدي إلى هذه النتائج". وتابع أن "البعض راهن على نتائج الانتخابات الإسرائيلية ليتم استئناف المفاوضات (...) جميع الأحزاب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وولغت في دماء شعبنا من اليسار إلى اليمين فكل مارس إرهابه في غزة والضفة الغربية والخارج". وأشار إلى أن 21 عاما من مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تخرج بأي نتائج، لافتا إلى أن تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي (المنتهية ولايته) بنيامين نتنياهو التي أكد فيها أنه لا دولة فلسطينية ولا تقسيم للقدس ولا عودة للاجئين الفلسطينيين، "تؤكد أن طريق المفاوضات عقيم ولن يعيد شيء من حقوقنا المسلوبة". كان نتنياهو صرح خلال حملته الانتخابية بأنه إذا ما نجح في انتخابات الكنيست فإنه لن تكون هنالك دولة فلسطينية، ولن يتم تقسيم مدينة القدس. ودعا هنية إلى أن "تتحمل النخب والقيادات الفلسطينية المسؤولية وتذهب نحو بناء استراتيجية وطنية شاملة تقوم على أساس التمسك بالحقوق الفلسطينية وخيار مقاومة الاحتلال بكل الطرق واستعادة الوحدة وتحقيق المصالحة الشاملة". وشدد على "ضرورة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتنفيذ كل اتفاقات المصالحة"، مطالبا بتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وعقد اجتماعات الإطار القيادي لمنظمة التحرير. وكانت حركتا فتح وحماس وقعتا في 23 أبريل الماضي، عقب قرابة 7 سنوات من الانقسام (2007-2014) على اتفاق للمصالحة، نص على تشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. ولم تتسلم حكومة الوفاق الفلسطينية أيا من مهامها في غزة، منذ تشكيلها في يونيو/ حزيران الماضي، بسبب الخلافات السياسية بين حركتي فتح وحماس، فيما تتبادل الحركتان الاتهامات بشأن تعطيل المصالحة، وتطبيق بنودها. وفي أول تعقيب له على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة قصيرة له أمام وسائل الإعلام خلال ترأسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم الخيمس بمقر القيادة الفلسطينية في رام الله، إن تصريحات بنيامين نتنياهو، الفائز بالانتخابات الإسرائيلية، تجاه عملية السلام "مقلقة وتنم عن عنصرية". وأضاف عباس: "كنا نتابع ما يجري في عملية الانتخابات الإسرائيلية ولم نتدخل بها، لكن ما سمعناه من نتنياهو من تصريحات بأنه لا يعد هناك حل الدولتين والقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مقلق". وأظهرت النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، فوز "الليكود" (اليميني) بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، بأعلى الأصوات بما يجعله المؤهل لتشكيل الحكومة القادمة. وبحسب النتائج النهائية الرسمية، لانتخابات الكنيست، فقد حصل "الليكود" على 30 مقعداً، و"المعسكر الصهيوني" على 24 مقعداً، و"القائمة العربية المشتركة" على 13 مقعداً، و"هناك مستقبل" 11 مقعدا، و"كلنا" 10 مقاعد، و"البيت اليهودي" 8 مقاعد، و"شاس" 7 مقاعد، و"يهودوت هتوراه" 6 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" 6 مقاعد، و"ميرتس" 5 مقاعد.