قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي إن جماعة الإخوان المسلمين استفادت جدا من النظام السابق الذي لم يسمح بالعمل الديمقراطي الذي يتيح للجماعات السياسية والأحزاب أن تنمو. وتساءل: " كيف يمكن للوفد أو التجمع مثلا أن تكون له جماهير؟ لابد أن يكون هناك نشاط ديمقراطي حقيقي يساعد هذه الأحزاب لكي يكون لها تمثيل حقيقي في البرلمان وتنافس من أجل بلوغ السلطة. لكن النظام لم يكن يسمح سوى لأفراد بعينهم ليصلوا إلى البرلمان هذه الأحزاب خاضت الانتخابات مرات عديدة وفشلت في الوصول إلى السلطة، فكان من الطبيعي أن تنفض عنها الجماهير، والنظام كان يضع بين الحين والآخر أعضاء في جماعة الاخوان في السجن، ولكنه في واقع الأمر كان يزايد عليهم في كل شيئ، فهو أكثر منهم تطرفا في الدفاع عن الحجاب وفي مطاردة الكتاب والمفكرين ومصادرة الكتب، ويسمح في الجامعة بما حدث لأمثال نصر حامد أبو زيد. وردا على سؤال حول ما ينبغي عمله في حال وصول الاخوان إلى الحكم، قال حجازي : "لابد من احترام الديمقراطية. أنت مضطر هذا هو ما حدث في ألمانيا وايطاليا. حدث في ايطاليا أولا عندما سقطت في براثن الفاشيين بعد الحرب العالمية الأولى، وهذا ما حدث في ألمانيا عندما انتخبوا النازي". وأضاف " نفترض أن الانتخابات أتت بالإخوان أو أعطتهم نسبة كبيرة في البرلمان. نحن لا نملك إلا أن نسلم بأن هذه إرادة الجماهير، ونستطيع الآن أن نصر على ألا ينفرد الاخوان بوضع الدستور وعلى وضع مبادئ حاكمة يلتزم بها الجميع في وضع الدستور القادم، مؤكدا أن الإخوان المسلمين لا علاقة لهم بالديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد، إذا استمروا في التمسك بأدبياتهم وتاريخهم ، لكنهم يمكن أن يتغيروا إذا انقلبوا على أنفسهم وعملوا بنصيحة أردوغان. لكنهم ودعوه باللعنات، وهذا دليل على أن موقفهم من الديمقراطية والسياسة والدين كما هو ". فيما يتعلق بوثيقة الأزهر قال حجازي إنها تتضمن جوانب تفصيلية ممتازة تتعلق بالمواطنة والدولة المدنية وتاريخ مصر الذي لابد من احترامه في كافة مراحله. وأضاف: " إن هذه الجوانب تستحق أن نحيي الأزهر عليها وأن نحيي واضعي الوثيقة " لكنه استدرك قائلا : إن المشكلة الأساسية في وثيقة الأزهر تتمثل في أنها - مع إقرارها بأن الدولة مدنية - تتحدث عن مسألتين هما موضع اعتراض الكثيرين وأنا منهم ، أولا الاحتكام للأزهر مع أنه ليس حكما في السياسة ، وثانيا المرجعية الإسلامية فأنا لا أعتقد أن هذا يتفق مع مدنية الدولة أو ديمقراطية الدولة. وتابع: " إنني أصر على كلمة دولة مدنية ، لأنها أصبحت تعني أنها ليست دينية ولا عسكرية ، وعندئذ فأنا أدافع عن هذا الوصف أو التشخيص ، لافتا إلى أن وثيقة الأزهر تشبه طرح الإخوان المسلمين بخصوص الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية ، ما يجعلني أعتقد أن الوثيقة في هذا الجانب تروج أو تزكي لبرنامج الاخوان المسلمين ، لذلك حمدت الله لأني لم أستطع أن ألبي الدعوة للمشاركة في الاجتماعين اللذين صدرت بعدهما الوثيقة، ولكني حضرت الاجتماع الثالث، ونشرت 3 مقالات أبديت فيها اعتراضاتي. وكنت أحب أن يعتذر الأزهر عن المواقف السلبية التي وقفها من الثقافة في الماضي، طالما أصدر وثيقة يتحدث فيها عن المستقبل والديمقراطية. وأكد حجازي "لا ننكر دور الأزهر في النهضة الثقافية الحديثة أو دور أفراد فيه مثل الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ، على اعتبار أنه أزهري أصلا ، ولكن الأزهر الذي وقف مع الملك فؤاد ضد سعد زغلول، وطالب بمصادرة الكتب بين الحين والحين، شيء آخر