كشف الناشط الحقوقي تامر وجيه أسباب إعجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لافتاً إلى إعتقاد لاول بتشابه ظروف بلاده مع الثاني . وقال وجيه في تدوينة: ليس غريبا أبدا أن يتطلع عبد الفتاح السيسي إلى فلاديمير بوتين ونظام حكمه كنموذج يتم الاقتداء به. فما فعله بوتين هو حلم السيسي وكل الطغمة العسكرية والأمنية المصرية "بحسب وصفه"
وأضاف: كانت مهمة بوتين، حين أتى للحكم، ذات ثلاثة أبعاد: إيقاف الاضطراب السياسي في البلاد وإحكام السيطرة الأمنية، إنعاش الاقتصاد المتراجع، القيام بهاتين المهمتين لمصلحة عصابة حكم، بالمعنى الحرفي للكلمة، تضم قيادات الأجهزة الأمنية والمخابراتية، عصابة لا تعيد العجلة إلى الوراء، حين كان مالك الثروة الوحيد هو بيروقراطية عاتية، بل فقط تخضع المافيا الرأسمالية التي انتعشت في ظل يلتسين لسيطرة ومصالح قيادات الأجهزة الأمنية، مع دمج القيادات الأمنية في النخبة الرأسمالية بالقسر والإجبار. وأردف: هذه بالضبط هي مهمة السيسي. فالتحدي من وجهة نظر الطغمة التي يمثلها الجنرال هو: إيقاف الاضطراب السياسي وتحقيق السيطرة السيطرة الأمنية، إنعاش الاقتصاد المتراجع، وطبعا تنفيذ هذا من وجهة نظر إخضاع مافيا رأس المال التي التفت حول جمال مبارك، بحيث تصبح الطغمة العسكرية والإمنية هي صاحبة اليد العليا دخل جهاز الدولة وفي السوق .. لهذا بالضبط يمثل بوتين، رئيس العصابة الروسية، ملهما ونموذجا يدرس من وجهة نظر جماعة السيسي. "بحسب قوله" وأستكمل : ومن الأمور ذات الدلالة في هذا السياق أن بوتين كان قد قال في خطاب عام 1999 أمام جمع من عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (وريث الكي جي بي الذي انتمى له بوتين على مدى 16 عاما): "لقد أصبحنا في السلطة مرة أخرى، هذه المرة للأبد". هذا ما قاله بوتين كرئيس لوزراء روسيا، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد.. ففعلا حقق بوتين ما وعد به وأهدى السلطة للطغمة الأمنية الروسية متحالفة مع، ومسيطرة على، عصابات النهب الرأسمالي المافياوية في البلاد. وأنهى كلامه قائلاً: هكذا يسعى السيسي إلى تعلم "سر اللعبة" من بوتين، عله ينجح في تحقيق ما حققه الأخير. لكن الحقيقة أن هناك فرق كبير في حالتي مصر وروسيا، طبعا جزئيا بسبب أن مصر خارجة من ثورة شعبية كبرى لم تشهد روسيا مثيلها، ولكن أيضا بسبب أن درجة تعفن وتفكك وبدائية جهاز الدولة المصري، ودرجة تضارب مصالحه الداخلية، ربما لن تسمح لأي تركيبة أوليجاركية أن تصمد في اختبار الزمن. "بحسب وصفه"