حرصت غالبية القوى والأحزاب السياسية الداعمة ل "خارطة الطريق" على الإعراب عن تأييدها ودعمها الكاملين للرئيس عبدالفتاح السيسي منذ إطاحته بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3يوليو 2013، إذ لم يتخذ قرارًا أو خطوة إلا وكانت مساندة لها. ولم يتغير موقفها حتى بعد مقتل عضو حزب "التحالف الشعبي"، شيماء الصباغ خلال مشاركتها في وقفة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، إذ لم تبدي نفس الموقف الذي اتخذته في عهد مرسي عندما كانت تحمله المسؤولية الكاملة حال قتل أي شخص. من أبرز القرارات التي اتخذها السيسي وحازت على التأييد المطلق قرار الضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية لمواقع قالت إنها لمعاقل تنظيم "داعش" في ليبيا، وذلك بعد ذبح 21 مصريًا قبطيًا على يد التنظيم الشهر الماضي, ورفع الدعم عن المواد البترولية وبعض السلع الغذائية رغم اعتراض المواطنين. وقال مجدي حمدان، المحلل السياسي، والقيادي السابق ب "جبهة الإنقاذ"، إن "عدم وجود معارضة من الأحزاب السياسية يرجع إلى انتظار رؤسائها وقياداتها للحصول على مناصب قيادية في مؤسسات الدولة سواء من خلال المجالس النيابية أو المتخصصة والهيئات العليا المستقلة، وذلك مكافأة على عدم اعتراضهم على السياسات الخاطئة لرئيس الجمهورية أو الحكومة، مما يؤدي إلى الإضرار بالمواطن البسيط". وأضاف أن "غالبية الأحزاب لا يتعدى سوى مجرد يافطة على باب شقة مؤجرة، ولاتوجد شعبية لها على أرض الواقع أو تواجد حقيقي إلا من خلال الظهور في البرامج التليفزيونية وإصدار البيانات الوهمية". وأوضح أن "الأحزاب الحالية تنتظر ما تمن به عليها رئاسة الجمهورية والحكومة الحالية، وذلك لعدم وجود برنامج سياسي أو اقتصادي واضح يسير من خلاله الحزب لتحقيق أهداف محددة من أجل صالح المواطن المصري". وأشار إلى أن "بعض الأحزاب خلال الفترة الحالية قامت بعمل ندوات للطبخ و"الاحتفال بعيد الحب "الفلانتين" في ظل ظروف صعبة تعاني منها الدولة المصرية، فالطبيعي ألا يكون لها أي اعتراض على قرارات الحكومة أو رئيس الجمهورية طالما تصب في صالح احتفالاتهم". وحذر حمدان من تحول الرئيس "إلى ديكتاتوري يستطيع تمرير جميع القوانين والقرارات التي تتناسب مع الشعب من أجل خدمة مصالحه الشخصية". وشدد على ضرورة وجود معارضة بناءً لتقييم أداء رئاسة الجمهورية والحكومة وتجفيف منابع الفساد في الدولة التي تعجز الأجهزة الرقابية عن كشفها, لافتًا إلى أن المرحلة الحالية شهدت كشف عدد من ملفات الفساد بشكل فردي.