دعا وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، خلال زيارته إلى معبر حدودي بين بلاده والأراضي الليبية، إلى ايجاد حلول للأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وقال الحرشاني في تصريحات للإعلاميين: "حسب ما نرى الآن، هنالك حلول في مستوى الحوار بين كل الأطراف في ليبيا؛ فالوفد الأممي أقنع جميع الأطراف بالجلوس على طاولة الحوار، ونرجو أن يقع حصر (إيجاد حلول) الأزمة في ليبيا، فأمن تونس هو أمن ليبيا". وزار الحرشاني، اليوم، معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا (أكبر بوابة برية بين البلدين)، صحبة وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي، وأكد في تصريحاته على هامش الزيارة أن "الوضع في ليبيا مازال يخيف بالنسبة لتونس، باعتبار أن ليبيا ليس لديها حكومة واحدة"، مضيفا: "تكمن الخطورة في دخول أسلحة وإرهابيين ولاجئين". وفي سياق متصل، أشار وزير الدفاع إلى أن "تونس ستقوم خلال الشهور القادمة بتأمين كامل الشريط الحدودي مع ليبيا عبر تعزيز المراقبة البشرية والآلية في كامل هذه المنطقة". وتمتد الحدود البرية بين تونس وليبيا لأكثر من 200 كيلو مترا. من جهته قال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي في تصريحات للإعلاميين: "أردنا من خلال هذه الزيارة توجيه رسالة طمأنة إلى أهالي الجنوب التونسي، إضافة إلى الوقوف على مدى جاهزية مختلف الأسلاك الأمنية على الحدود". وإجابة على سؤال على كيفية تعامل تونس مع الجرحى القادمين من ليبيا، قال وزير الدفاع: "تونس ترحب بكل الجرحى وليس لديها أي فرق بين الجرحى"، في إشارة إلى الحياد في مستوى التعامل مع جرحى الأطراف المتنازعة بليبيا. ومنذ أشهر، قامت تونس بتعزيز تواجدها على الحدود مع ليبيا تحسبا لدخول أسلحة أو تسلل إرهابيين، في ظل الفوضى الأمنية بهذا البلد. وتعاني ليبيا صراعا على السلطة بين تيار يسيطر على مدن شرق ليبيا خاصة بنغازي وطبرق يضم مجلس النواب وحكومة عبدالله الثني ورئاسة لأركان الجيش ويتبنى عملية عسكرية يقودها اللواء خليفة حفتر منذ مايو الماضي ضد مناوئيه. وتيار يسيطر على الوسط خاصة طرابلس العاصمة، ويضم البرلمان السابق وحكومة عمر الحاسي ورئاسة لأركان الجيش ويقود عمليتين عسكريتين هما "فجر ليبيا" و"الشروق" ضد مناوئيه. ولكلا التيارين موالون في مدن الغرب الليبي تخوض صراعات عسكرية، تزيد من معاناة ليبيا التي شهدت مؤخرا ظهورا لمجموعات مسلحة أعلنت ولائها لتنظيم "داعش" وارتكبت العديد من المجازر على الأراضي الليبية.