قرية بالمنوفية تستولي على 1000 أسطوانة.. سيارة ببني سويف تشعل معركة بين 3 قرى.. والحكومة تكتفي بالتفاوض يعيش الشارع المصرى حالة من الغليان والغضب، بعد تفاقم أزمة أسطوانات البوتاجاز، وعجز المسئولين عن حلها، معتمدين على التصريحات المعسولة ولا تزال الأزمة تلقى بظلالها فى كل المحافظات. تتكرر الأزمة وكل مرة هى أول مرة، حيث توجد معاناة الأهالى والاشتباكات المستمرة، فيما يكتفى المسئولون بالتصريحات المعسولة والكبسولات المؤقتة . ففى المنوفية، نفد صبر الأهالى داخل قرى المحافظة التى تعانى من نقص شديد فى أسطوانات البوتاجاز والتى وصل سعرها إلى ما يقرب ال 60 جنيهًا فى السوق السوداء، وهو ما لا يستطيع أهالى المحافظة دفعه مقابل أسطوانات الغاز مما يضطرهم أن يقفوا بالأيام أمام مستودعات البوتاجاز فى انتظار الحصول على واحدة بشق الأنفس. وكان لأهالى قرية برهيم التابعة لمركز منوف رأى آخر حيث انتظروا عددًا من الأيام من أجل الحصول على أسطوانة بوتاجاز ولكن دون جدوى، حيث قرروا أن يأخذوا حقهم بأيديهم فقاموا بعمل كمين لإحدى السيارات التى تقوم بنقل أسطوانات البوتاجاز من مصنع التعبئة إلى المستودعات والتى تمر على الطريق من أمام القرية وكانت السيارة محملة ب1000أسطوانة حيث قاموا بإيقافها على الطريق. وقاموا بالخروج من المنازل ومعهم الأسطوانات الفارغة ولكن فر السائق هاربًا إلى مركز الشرطة، حيث قام بالإبلاغ عما حدث وأنه ترك السيارة على الطريق بيدى الأهالى الذى زاد عددهم منتظرين الحصول على أسطوانة غاز إلا أن الشرطة قامت بالحضور والتفاوض مع أهل القرية واستمر التفاوض حتى الفجر، حيث قام رئيس المباحث بالاتصال بالقيادة بمدرية الأمن من أجل حل المشكلة مع قيادات التموين والتى وعدت بإرسال سيارة محملة للقرية وحل الأزمة. ونجحت قوات الشرطة فى تحرير السيارة ولكن لم تحل الأزمة التى تفاقمت، وأن أهل القرية تم التغرير بهم من أجل حل مشكلة وقتية وتحرير السيارة من أيديهم. وأكد الأهالي، أنهم سيقومون بنفس الفعل مرة أخرى ليس للتعدى على سيادة الدولة ولكن من أجل الحصول على أبسط حق لهم، مشيرين إلى أن الأزمة لن تتوقف عند قرية برهيم ولكن ستقوم قرى أخرى بذات الفعل.
وفى بنى سويف، شهدت قرى تزمنت الشرقية والحلابية وبنى هارون التابعة لمركز بنى سويف، معارك بالأيدى والشلاليت بين الأهالى وارتفعت صرخات النساء وأصيبت بعضهن بإغماء إثناء التزاحم على أسطوانات البوتاجاز. كانت مديرية تموين بنى سويف، برئاسة شعبان عبد العال، قد أرسلت سيارة محملة ب400 أسطوانة بوتاجاز إلى قرية تزمنت الشرقية على أثر تهديد الأهالى بالتظاهر وقطع شريط السكة الحديد احتجاجًا على عدم ورود حصة القرية لمدة 10 أيام متواصلة. وقد تمركزت السيارة أمام مدرسة الشهيد عبد الصمد على عزوز الابتدائية ليبدأ التسابق بين الأهالى الذين تكدسوا بالمئات من أجل الحصول على أسطوانات البوتاجاز من السيارة وتتعالى الأصوات والصرخات، والتى سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بالأيدى مما تسبب فى إصابة تلاميذ المدرسة بحالة من الذعر عندما شاهدوا من شرفات الفصول الاشتباكات أمام باب المدرسة. وقامت قوات الأمن الموجودة بنقطة شرطة القرية، بمنع تسليم الأسطوانات للأهالى خشية حدوث كارثة وتم نقل السيارة المحملة بأسطوانات البوتاجاز إلى قرية الحلابية القريبة من القرية لتوزيعها هناك. فيما طارد الأهالى السيارة حتى وصلت قرية الحلابية ليفاجئوا بخروج أهالى القرية لتندلع اشتباكات بين أهالى القريتين مما دفع رئيس المجلس القروى بنقل السيارة إلى قرية ثالثة وهى قرية بنى هارون تجنبًا لحدوث مشاكل لتندلع الاشتباكات وسط غياب تام لمسئولى التموين ليغافل سائق السيارة الجميع ويتمكن من الهرب وإنقاذ السيارة من كارثة بعد أن اعتلاها البعض وبدأوا فى إلقاء الأسطوانات على الأرض. وكانت القرى والمراكز التابعة للمحافظة، قد شهدت أزمة نقص حادة فى أسطوانات البوتاجاز وشهدت مستودعات البوتاجاز اشتباكات ومشاجرات بين الأهالى وبعضهم البعض وبينهم وأصحاب المستودعات بسبب أولوية الحصول على أنبوبة فيما استغل تجار السوق السوداء الأزمة وقاموا برفع سعر الأسطوانة لتصل إلى 80 جنيهًا خاصة بعد قيام أصحاب مزارع الدواجن بشراء الأسطوانات المنزلية لإنقاذ الدواجن من النفوق. ففى قرية العواونة التابعة لمركز ومدينة إهناسيا غرب بنى سويف احتجز الأهالى سيارة بوتاجاز واستوقفوها بالقوة بالطريق الرئيسى (العواونة – إهناسيا) ما تسبب فى توقف حركة السيارات على الطريق لساعات. كما اتهم أهالى قرية الشنتور التابعة لمركز سمسطا جنوب المحافظة مسئول مكتب التموين بالتسبب فى زيادة معاناة الأهالى فى الحصول على أسطوانات البوتاجاز نتيجة كثرة المجاملات فى التوزيع وهو الشعار الذى يرفعه أصحاب المستودعات والسريحة. وأكد الأهالى بالقرية، أن السريحة فى القرية أصبحوا يتحكمون فى أسطوانات البوتاجاز لتحصيل مبالغ مالية ومكاسب شخصية فى ظل عدم وجود الرقابة والمتابعة من قبل مديرية التموين مهددين بالتجمهر ومنع السريحة من المرور بأسطوانات الغاز بسبب كثرة المجاملات وعدم وصولها إلا لأصحاب الحظوة وأصحاب النفوذ بالقرية دون رقابة. بينما حاصر الأهالى فى قرية سدس التابعة لمركز ببا مبنى الوحدة المحلية نتيجة انفجار الأزمة وارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز فى السوق السوداء إلى 80 جنيها، مؤكدين أن هناك مافيا تدير الأمر باحتراف وتتسبب فى زيادة المشكلة حيث تتأخر الحصة أكثر من أسبوع ويتم الدفع بثلاث سيارات دفعة واحدة فى ساعة محددة تكون فى استقبالها السريحة والبلطجية . وفى قرى مركز الواسطى استطالت طوابير الرجال والسيدات أمام المستودعات المغلقة أملاً فى الحصول على أسطوانة، مؤكدين أنهم يشربون المر ويتوسلون أسطوانة البوتاجاز بالساعات أمام المستودعات دون جدوى وبح صوتنا مع المسئولين ولكن دون استجابة ونشترى الأسطوانة ب 80 جنيهًا من السوق السوداء. وطبقًا لشهادة الغالبية أن أسطوانة البوتاجاز لا يتعدى وزنها 7 كيلو الأمر الذى يؤدى إلى قصر استخدامها إلى مدة 10 أيام فقط. وفى مدينة بنى سويف، انفجرت أزمة أنابيب البوتاجاز وأصبح الحصول على أنبوبة حلمًا بعيد المنال، واستطالت الطوابير أمام المستودعات المغلقة وانتعشت السوق السوداء حيث بلغ سعر الأنبوبة 80 جنيهًا للحجم العادى و 100 جنيه للحجم الكبير. وأكدت سميحة دياب، أحد الأهالى أنها لا تستطيع شراء أسطوانة البوتاجاز بعد ارتفاع سعرها، موضحة: أنا أم لخمسة أطفال بمراحل التعليم المختلفة والدهم متوفى وليس أمامى سوى خيارين إما أن أصرف على تعليمهم لحماية مستقبلهم وإما أنفق ما لدى من أجل الحصول على أسطوانة البوتاجاز. كما تعجب كمال عثمان موظف من ظهور الأزمات فى مصر بشكل موسمى ففى مطلع الخريف تداهمنا السحابة السوداء وفى الصيف الكهرباء وفى الشتاء أزمة الأنابيب والحكومة فى غيبوبة لا تفيق منها وتهددنا برفع الدعم طيب يشوفوا الاغنياء كل حاجة متوفرة . فيما تأزم الوضع فى أسيوط ، حيث قام أصحاب المقاهى والمطاعم بغلق محلاتهم التجارية بعد عدم حصولهم على أسطوانات تكفى احتياجاتهم، ووصول سعر الأسطوانة إلى 85 جنيهًا. وأصطفت الطوابير لمئات الأمتار وأتجه بعض الأهالى إلى استخدام بوابير الجاز، والتى اختفت منذ أعوام كبديل للأسطوانات لتجهيز الطعام لأولادهم علمًا بأن هناك مناطق عشوائية كانت تعتمد على الاشتراك بالغاز الطبيعى بالقسط ولكن الشركة منعت التقسيط وأطاحت بحلم الفقراء. وأكد محمد إبراهيم من أهالى قرية أولا اليأس بصدفا، أن الأزمة تفاقمت والمسئولين خارج نطاق الخدمة وأن مفتشى التموين سبب رئيسى فى تلك الأزمة، حيث إن بعضهم يفضل إعطاءها إلى أصحاب المزارع والسريحة من أصحاب التروسيكلات وتباع أيضًا على الطريق للبلطجية بالسوق السوداء بأسعار تتراوح ما بين"40 و45 جنيهًا" ومعظم البائعين مسجلين ومن أرباب السجون . وأضاف، أنه فى ساعات متأخرة من الليل يمر علينا أكثر من تروسيكل محمل بالأسطوانات والبائع يطلب 70 جنيها وبعد فصال نشتريها 50 و55 جنيها فأيام الحكومة السابقة كانت 25 و30 جنيهًا ولكن ما نستطيع قوله حسبنا الله ونعم الوكيل . واتهمت معظم القوى السياسية الحكومة الحالية بالفشل حيث أكد محمد عبد العال أمين حزب الريادة، أن غياب الأمن ودور وزارة التموين التى تتعامل مع المواطنين بأذن من طين والأخرى من عجين ولا تستمع لشكاوى أحد لأن مافيا أنبوبة البوتاجاز توغلوا بصورة واضحة بين صفوف العاملين بالوزارة واستطاعوا حماية مصالحهم رغم أنف القانون. وأصبح المواطن هو الفريسة الحقيقية بين الحكومة وأصحاب المصالح ونسى الجميع أن الثورة قامت ضد الظلم والفقر والجوع والابتزاز ولا يستطيع أحد إجبار هذا الشعب على الركوع لأى نظام مهما كانت قوته. شاهد الصور..