دون لف.. ولا دوران اقترح ان يقام تمثال لمفجر ثورة مصر الحديثة – كما وصفه المحبوس أحمد عز – جمال باشا مبارك، ويا حبذا لو نصب في ميدان «روكسي»، حيث تتجمع شراذم جماعة «احنا قابضين يا ريس»، شرط ان يشير التمثال باصبعه بنفس الاشارة التي قال المحامي ممدوح اسماعيل عضو هيئة الدفاع عن أسر اهالي الشهداء انه شهد جمال مبارك يشير بها من داخل القفص تجاه المحامين المدعين بالحق المدني عقب جلسة الاستماع لشهادة سيادة المشير، ما دفع المحامين واهالي الشهداء للهتاف ضده وضد مبارك، وضد النظام العسكري. ولا مانع ان يكون التمثال نصفياً، حتى لا يزعل مني الإخوة «الطالبانيون»، ولا ضير ايضا اذا غطينا وجهه، حتى لا يزعل اصدقائي «السلفيون»، وذلك مبدئيا حتى يتفق الجميع على ماذا سنصنع بآلاف التماثيل المنتشرة في بر مصر منذ عهد الفراعنة وحتى تمثال عمنا نجيب محفوظ رحمة الله عليه. ولا ادري لماذا ألمح هذه الدهشة والاستغراب في عيونكم؟.. فقد لخص جمال باشا مبارك «الموقف كله» بعبقريته الفذة، وتربيته العالية، واخلاقه الرفيعة، وسلوكه الراقي، وعبر بوضوح عما وصلنا جميعا اليه بتعبير معجز، واوجز واقع الحال دون ان يكلف نفسه حتى عناء الكلام!! ورسم خريطة المستقبل ب«إشارة» واحدة من اصبعه.. في حركة جامعة.. مانعة.. مستشرفة لآفاق القادم القريب. كل هذا الا يستحق تمثالا،.. رغم التكلفة المرتفعة لتنظيفه، وتطهير اسفله مما سيفعله الحاقدون في ظل عدم وجود دورات مياه في ميدان روكسي!! وتكمن عبقرية الجهبذ في انه اختزل كل ادبيات «لغة الجسد» اختزالا غير مخل بالمعنى.. وان كان مخلا بالآداب والاخلاق والذوق.. ونجح بامتياز في التعبير عن حالة السعادة الغامرة والنشوة الفائقة التي اجتاحت «آل مبارك» داخل القفص بعد سماع الشهادة، التي نحترم القانون بعدم نشرها، وان كانت «الزميلة» نيويورك تايمز قد نشرتها، واطلع العالم عليها، ولا اعرف كيف سيتصرف وزير العدل، والمجلس العسكري مع «الزميلة» التي لم تلتزم بقرار عدم النشر؟ وهل سيتصل «مجهول» برئيس مجلس ادارة مؤسسة «نيويورك تايمز» ويأمرهم بان «يفرموا» كل اعداد الصحيفة بكل طبعاتها الدولية، كما فعلت مؤسسة «الأهرام» العريقة مع صحيفة «صوت الامة» بعد طباعتها، بسبب نشرها موضوعا عن «فضيحة سيديهات ميدان التحرير» التي عرضت امام المحكمة متضمنة جزءا من فيلم «الباشا تلميذ»!! ولماذا نستغرب «اشارة اصبع»، جمال باشا مبارك، ولدينا تمثال «ابراهيم باشا» الشهير لدى المصريين ب«أبو إِصبع» يقف شامخا في ميدان الاوبرا – بس مش حاضن الناس زي صفوت... «الشريف» - ويشير ب«اصبعه» من فوق صهوة جواده الى الامام في كبرياء يليق بقائد عسكري عظيم فتح عكا وهزم حتى الاتراك انفسهم من اجل مصر!.. مع الاعتذار لما فعله في شبه الجزيرة العربية. وهناك تمثال مصطفى كامل الذي يشير ب«إصبع» يده اليمنى للامام، بينما يضع اليسرى على رأس أبوالهول. ولماذا نذهب بعيدا.. ولدينا تمثال زعيم الامة سعد باشا زغلول الذي ينظر لكوبري قصر النيل وقد اشار باصابعه اليمنى كلها مفرودة الى السماء ماداً بصره الى ميدان التحرير، وربما كان يستشرف المستقبل بكلمته الشهيرة «مفيش فايده». حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا نيل ما تزعلشي أنا اصلي حملي تقيل الليل ما بينا مشي الا بصوت الويل بإشاره من «صابعه» رسم الخريطه دليل طلع «الشهيد» تبعه في رقصة التماثيل واحنا اللي قاتلينهم.. و«الديب» مسك في «الديل» مختار عيسى (يوميات يناير)