انطلاق فعاليات مؤتمر شبابي أردني حول مكافحة "الإرهاب"

انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر شبابي يبحث في سبل مكافحة الإرهاب، وينظمه المجلس الأعلى للشباب (حكومي).
وبدأت فعاليات المؤتمر الذي سيقام أسبوعياً، على مدار عام كامل، بندوة اليوم تحت اسم "ماذا بعد معاذ" في إشارة إلى الطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي قام تنظيم داعش بإعدامه حرقاً في الثالث من فبراير الجاري، حسب مراسل "الأناضول".
وبعد أن استمع نحو 350 من طلبة المدارس والجامعات لمحاضرة قدمها رئيس مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان)، عبد الرؤوف الروابدة، حول الإرهاب، طرحوا مقترحاتهم بشأن هذه الظاهرة.
وفي محاضرته التي حملت عنوان "المواطنة وارتباطها بالوطنية"، قال الروابدة إن "حادثة استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة كشفت المعدن الحقيقي للشخصية الوطنية الأردنية، وشكلت مفصلا تاريخيا في حياة الأردنيين".
وتابع أن "تصدي الأردن لتنظيم داعش ضمن التحالف الدولي هو حرب دفاعية من أجل حفظ أمننا واستقرارنا، ومواجهة الارهاب الذي يسيء إلى الإسلام، ذلك أنه من الخطأ"، على حد وصف الروابدة "انتظار الخطر ليحل في أرضك".
وأشار الروابدة إلى أن "التعبير عن الوطنية يتم عبر الالتزام بالهوية الوطنية والدفاع عن الوطن عند تعرضه أو تعرض مصالحه للاعتداء أو التهديد، والعمل على احترام النظام العام والحفاظ على الممتلكات العامة والانجازات الوطنية، واحترام حقوق المواطنين وحرياتهم وكرامتهم".
وعلى هامش أعمال المؤتمر، قال الناشط الشبابي من مدينة المفرق (70 كم شرقي العاصمة عمان) فراس شديفات ل"الأناضول" إنه "من الضروري تكثيف النشاطات الشبابية لمحاربة تنظيم داعش، والعمل على تعريف الشباب الأردني بمخاطر هذا التنظيم وطرقه الخبيثة في دفع الشباب للانضمام إليه".
وقالت العنود أبو حمور، وهي رئيسة هيئة إدارية لمركز شابات السلط (30 كم غربي العاصمة عمان) إنها "تواقة لعمل حوارات مع أردنيين انضموا للتنظيمات المتطرفة وعادوا للبلاد مؤخراً، لكنهم ما زالوا يخشون ذلك، على اعتبار أن الحكومة تلاحقهم أو ربما يخشون هم أنفسهم من الظهور الإعلامي".
وأكدت العنود أن "الأردنيين العائدين من سوريا أو العراق ربما يكون لديهم معلومات تفيد الشباب الأردني، وتوضح له مخاطر هذه التنظيمات".
وقال جمال خريسات مدير الشؤون الشبابية في المجلس الأعلى للشباب ل"الأناضول" إن "المؤتمر يمثل مختلف محافظات الأردن (12) محافظة، وسيتضمن برامج اسبوعية، تستضيف أحد الشخصيات الأردنية الحكومة أو المستقلة، للحديث عن رؤيتهم وأفكارهم لمحاربة التطرف".
ومنذ دخول الأردن في الحلف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق نهاية أغسطس الماضي، بدأت الحكومة الأردنية وضع استراتيجية للتعامل مع الفكر المتطرف داخلياً وعلى المستويات المختلفة الأمنية والمجتمعية والدينية منها.
وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور كشف في 14 شباط/فبراير الجاري خلال مشاركته في إحدى المؤتمرات المحلية عن استراتيجية بلاده لمواجهة التطرف والإرهاب، ومعالجة الأسباب المغذّية له، وتضمنت إعادة النظر في جملة من الإجراءات السياسية والاجتماعية والتربوية، للقضاء على الفكر المتطرف، وترتكز على البدء بتحقيق الأمن بمفهومه الشامل، والذي يتضمن الأمن الفكري والسياسي والاجتماعي.
وفي مجال المعالجة السياسية والحقوق والحريات، تقوم الخطة على ترسيخ الحكم الديمقراطي عبر مشاركة الأغلبية، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون.
وشن سلاح الجو الأردني منذ إعلان الجيش الأردني استشهاد الطيار معاذ الكساسبة في الثالث من فبراير الجاري، عدة غارات جوية على معاقل تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.