في الوقت الذي تتزامن فيه زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، والتي سيسبقها زيارة لأمير قطر حمد بن تميم، أثارت استفهام مصادفة الزيارات الثلاث، في ظل رغبة النظام السعودي الجديد في تهدئة الأجواء، عقب تنامي النفوذ الإيراني المتمثل في سيطرة الحوثيين على اليمن، وما سيسفر عنه لقاء قد يجمع أردوغان بالسيسي. وبحسب خبراء، سيكون هناك على الأقل ثلاثة ملفات على طاولة اللقاء –إن تم- تتمثل في رأب الصدع بين تركياوقطر ومصر، وفتح باب التسوية بين السيسي والإخوان، والتباحث بشأن الأوضاع في المنطقة في ظل التهديدات التي تحيق بها من أكثر من جانب. ويشار إلى أن زيارة السيسي للسعودية، غدًا الأحد، تعد أول زيارة منذ تولي الملك سلمان الحكم، فهل سيقود الملك سلمان مصالحة واسعة النطاق مع كل من قطروتركيا من جانب والنظام المصري على الجانب الآخر، وبالتالي فتح الباب مجددًا أمام مصالحة بين السيسي والإخوان في مصر. الدكتور ثروت نافع، البرلماني السابق، قال إن السعودية تحاول إيجاد تقارب بين تركيا والنظام في مصر، لأن الزيارة تتزامن مع زيارة أردوغان للملكة، ولا أعتقد أن وجود الاثنين في نفس التوقيت في السعودية هو من قبيل المصادفة. وأضاف ل"المصريون"، أنه كان ملحوظًا أيضًا أن هناك تحركًا ما بين دول الخليج الداعمة للسيسي والسعودية وقطر في الأسبوع الماضي، ومن خلال كل هذه التحركات أعتقد أن هناك محاولة سعودية لإيجاد نوع من الاستقرار في الوضع المصري لأن هذا في صالحها أيضًا خاصة بعد ظهور خطر الحوثيين على حدودها القريبة. وأشار "نافع" إلى أن وضع الإخوان سيكون أحد محاور المحادثات، ولكن في أي اتجاه غير معلوم، قائلا: "أنا عكس الإخوان في كمية التفاؤل التي يرونها في النظام السعودي الجديد، فأنا أرى أن السعودية والدول الداعمة للسيسي لم يكن الإخوان هو تهديدهم الأول ولكن فكرة الربيع العربي نفسه هي ما تخيفهم". وتابع: "لذلك ربما يكون النظام الجديد ليس معاديًا بشدة للإخوان كسابقه ولكنه بالطبع لن يكون مع الثورة المصرية وفكرة الحرية والديمقراطية". من جهته، محمد سودان، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، قال إن النظام السعودي السابق كان داعما رئيسيًا للسيسي، ولكن بعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان مقاليد الأمور أعتقد أن يحدث الكثير من التغييرات. وأضاف "سودان"، ل"المصريون" أنه دون دعم الخليج للسيسي سيقع في مشكلة كبيرة، لكن هل يمكن أن تغير السعودية من موقف دعمها للسيسي؟ أشك في ذلك، لكن السعودية يمكن أن تقلص هذه المساعدات. وأشار "سودان" إلى أن تدخل تركياوقطر يمكن أن يحل الموقف المتأزم في مصر، لكن السيناريو السلمي أعتقد الآن صعب تنفيذه لن يرضي الثوار إلا بتراجع الجيش عن الساسة وعودته إلى ثكناته. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن لقاء الرئيس السيسي بكل من الرئيس التركي وأمير قطر، مع الملك السعودي، يفترض أن يكون سبقه ترتيب واتصالات، لأنه من الصعب تصور أن يكون وجود الثلاثة بالسعودية جاء بمحض الصدفة. وأضاف "نافعة" في تصريحات ل"المصريون" أنه لو تم لقاء بين مصر وتركيا برعاية سعودية، قد يفتح هذا الأمر الباب لتسوية الأزمة المصرية التركية القطرية، وبالتالي الأزمة الداخلية في مصر. وأشار "نافعة" إلى أن المنطقة تمر بمنعطف مهم وخطير يجب تداركه قبل فوات الأوان. وكانت وسائل إعلام سعودية قالت إن زيارة عبدالفتاح السيسى الأحد المقبل للسعودية، تتزامن مع زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التي تبدأ السبت وتنتهى الاثنين، وقبلهما زيارة تميم بن حمد أمير قطر، تهدف لبحث جهود ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز للمصالحة المصرية القطرية التركية، بهدف لم الشمل ووقف الارتباك الحادث في المنطقة، ما ينعكس فيما بعد على إجراء مصالحة مع الإخوان في مصر.