في مفاجأة جديدة حول فيديو ذبح المصريين الأقباط ال21 في ليبيا, عرضت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية آراء خبراء في مجال التصوير السينمائي تؤكد أن هذا الفيديو "مفبرك", لإخفاء مكان الجريمة الحقيقي. وتابعت الشبكة في تقرير لها في 21 فبراير أن بعض مشاهد الفيديو جرى تصويرها, بطريقة "الشاشة الخضراء", وهي تقنية تتيح تصوير المشهد المطلوب أمام قطعة قماش خضراء أو حائط مصبوغ، تضاف إليها خلفية معينة لاحقاً, بينما يتولى برنامج إلكتروني حجب اللون الأخضر عن العيان، ربما لإخفاء مسرح "العمل الفظيع" الحقيقي. تابعت الشبكة ونقلت "فوكس نيوز" عن فريان خان, مديرة التحرير بمركز دراسات وتحليل الإرهاب بولاية فلوريداالأمريكية, قولها إن المعالجات الفنية, التي يجريها تنظيم الدولة على أشرطة الفيديو, التي ينتجها بتقنيات عالية, أضحت "شيئاً مألوفاً". وتابعت خان "عمليات الإعدام تمت داخل استديو، وصورة الخلفية التي ظهرت ربما تكون من موقع آخر على الأرجح, وهو خليج سرت على البحر الأبيض المتوسط شمال ليبيا". وأضافت خان أنها رصدت أخطاء فنية عديدة في شريط الفيديو الذي بدا معالجاً فنياً, فالمشهد الأكثر وضوحاً ذلك الذي يظهر فيه المتحدث "جهاد جوزيف" وقد بدا أكبر بكثير من صورة البحر في اللقطات المقربة والواسعة، وأن رأسه لم يكن متناسباً مع الخلفية، مما يعني أن الفيلم جرى تصويره داخل مبنى, ثم أُضيف إليه منظر البحر في الخلف. وبالإضافة إلى ذلك، فإن "الجهاديين" الذين ظهروا في الفيلم تجاوز طول الواحد منهم السبعة أقدام، بارتفاع يزيد بنحو قدمين على ضحاياهم. وأرجعت خان، السبب وراء استخدام "الشاشة الخضراء" إلى رغبة التنظيم في تقليل اكتشافهم من قبل صور الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار. وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن مخرجة أفلام الرعب في هوليوود ميري لامبرت، خلصت في تحليلها للفيديو أيضا إلى أن فريان خان كانت محقة في استنتاجاتها. وأوضحت لامبرت أن "اللقطة التي خضعت للمعالجة الفنية حقاً هي تلك التي يظهر فيها الجهاديون طوال القامة, وإلى جانبهم الضحايا "أقزام", كما أن اللقطات المقربة للجهاديين على ساحل البحر, صُوِّرت على الأرجح بتقنية الشاشة الخضراء". وأضافت لامبرت أن الفيديو استخدم تقنية الرسوم المتحركة والروتوسكوب في مشهد الرجال الستة, لمحاكاتهم في سيرهم على الساحل الواحد خلف الآخر، وفي مشهد ركوعهم, موضحة أن الروتوسكوب جهاز يتيح لمستخدمه انتزاع لقطة ما من الخلفية، وإسقاطها في مكان آخر في أفلام الحركة, حيث يُعرض الفيلم صورة صورة. وأظهر تسجيل مصور بُثّ مساء الأحد الموافق 15 فبراير قيام مسلحين يعلنون انتماءهم لتنظيم الدولة "داعش" بإعدام 21 عاملا مصريا قبطيا تعرضوا للاختطاف في ديسمبر من العام الماضي. وحمل التسجيل المصور, الذي بثته مواقع مؤيدة لتنظيم الدولة على الإنترنت, عنوان "رسالة موقعة بالدماء لأمة الصليب", ويظهر فيه قتل المختطفين ذبحا. وكان تنظيم يطلق على نفسه "جند الخلافة -ولاية طرابلس" قد بث في 12 فبراير صورا للمختطفين بملابس برتقالية على مقربة من شاطئ البحر. ويُرَجح أن الرهائن تعرضوا للخطف والاحتجاز في محيط مدينة سرت (450 كلم تقريبا) شرق طرابلس. وقال التنظيم حينها إن الهدف من عملية احتجاز هؤلاء المصريين الأقباط هو "الثأر" مما سماه "اضطهاد" الأقباط في مصر للمسلمات, في إشارة إلى بعض نساء قبطيات تردد قبل سنوات أنه تم احتجازهن في أديرة بعدما أعلنّ إسلامهن. ومن جانبه, أعلن الجيش المصري عن توجيه ضربات جوية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة في درنة شرقي ليبيا فجر الاثنين الموافق 16 فبراير, على خلفية إعدام المصريين الأقباط ال21 . وقال بيان الجيش المصري إن القصف جاء تنفيذا لقرارات "مجلس الدفاع الوطني في إطار الرد على الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية داخل وخارج مصر". وبدورها, قالت مصادر ليبية لقناة "الجزيرة", إن القصف المصري لدرنة تسبب في مقتل سبعة أشخاص, بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، وجرح 17 جميعهم مدنيون, وحالتهم حرجة. وأضافت المصادر ذاتها أن مصر وجهت ضربة جوية استهدفت مواقع ومقار لما يعرف ب"مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها