قالت صحيفة "نيويورك تايمز "الأمريكية إن تركيا عرضت يوم الأحد رؤية جديدة من شأنها إعادة تشكيل الشرق الأوسط بأكمله، حيث تتجه لعزل حليفتيها السابقتين إسرائيل وسوريا، في حين تقيم تحالفا مزدهرا مع مصر. وأضافت أن هذه الصورة للشرق الأوسط الجديد قام بوصفها أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، في حواره معها الذي نشرته الاثنين قبل أن يتجه للأمم المتحدة للمشاركة في مناقشات حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ووصفت الصحيفة أوغلو ب "المهندس المعماري في السياسة الخارجية الذي تمكن من جعل تركيا أحد أهم اللاعبين في العالم الإسلامي". واعتبرت ان أكثر تصريحاته المثيرة للاهتمام، هو توقعه بنشوء شراكة بين مصر وتركيا وهما الدولتان الأقوى عسكريًا والأكثر نفوذًا في المنطقة، معتبرًا أن هذا التحالف من شأنه أن يخلق محورًا جديدًا للقوى في الوقت الذي يتراجع فيه النفوذ الأمريكي في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن أوغلو قوله في هذا الإطار: "هذا لن يكون محورًا ضد أي بلد آخر، ليس ضد إسرائيل، وليس ضد إيران، ولكن هذا سيكون محورًا للديموقراطية ... الديموقراطية الحقيقية". وترى الصحيفة ان انتقاد أوغلو للحلفاء القدامى وتبنيه لحلفاء جدد يؤكد على الثقة التي تتحرك بها تركيا هذه الأيام، حيث تحاول وضع نفسها في الجانب الرابح في منطقة أصبحت تختلف تماماً عما كانت عليه منذ عام مضى. وأشارت إلى أن أوغلو أكد خلال زيارته لمصر الاسبوع الماضي بصحبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، أن مصر ستصبح محور الجهود التركية، معتبرة أن النظام الذي كانت الولاياتالمتحدة قد وضعته في المنطقة والذي كانت تدعمه إسرائيل والسعودية ومصر ما قبل الثورة، قد بدأ في الإنهيار. وقالت إن بعض الدول الأخرى مثل إيران وإسرائيل والسعودية ستنظر إلى هذا التحالف المصري التركي بنوع من الحذر بلا شك، مشيرة إلى أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك نفسه كان ينظر إلى تركيا وأردوجان على وجه الخصوص بنوع من الشك والريبة، إلا أن أوغلو يرى في ذلك التحالف قوة من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن أوغلو قوله: "من أجل موازين القوى في المنطقة، فإننا نريد مصر قوية للغاية". وأضاف: "قد يظن بعض الناس بأن مصر وتركيا تتنافسان. لا، هذا هو قرارنا الإستراتيجي، نحن نريد مصر قوية الآن". واضاف "سيكون محور ديمقراطية بين الدولتين الأكبر في منطقتنا، من الشمال إلى الجنوب، من البحر الأسود إلى وادي النيل في السودان". وتوقع أن تزيد استثمارات تركيا في مصر من 1,5 مليار دولار الى خمسة مليارات خلال العامين المقبلين وأن تزيد المبادلات التجارية من 3,5 الى خمسة مليارات دولار قبل نهاية العام 2012 والى 10 مليار دولار في العام 2015، حسب الصحيفة.