قررت محكمة في ولاية وان، شرقي تركيا، اعتقال فتىً من بين 16 شاركوا في مظاهرة غير مرخصة، نُظمت في الولاية بمناسبة الذكرى السنوية لجلب زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية، عبد الله أوجلان، إلى تركيا. وكانت قوات الأمن ألقت القبض على 16 فتى بسبب مشاركتهم في مظاهرات غير مرخصة انطلقت في أحياء المدينة، عقب الإدلاء ببيان صحفي من قبل رئاسة فرع حزب الشعوب الديمقراطي. وأخلت النيابة العامة سبيل 13 من الفتيان، فيما أحالت الثلاثة الباقين إلى المحكمة، التي أخلت بدورها سبيل اثنين شرط وضعهم تحت الرقابة القضائية، وقررت اعتقال الثالث. وحكم على "أوجلان" في البداية بالإعدام بتهمة "خيانة الوطن" وفقا للمادة 125 من القانون التركي، لكن خفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"؛ بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي. ويقضي "أوجلان" حكما بالسجن مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث ألقي القبض عليه بكينيا في 15 شباط/فبراير 1999، وفي مارس 2013، دعا مقاتلي منظمته إلى التخلي عن السلاح، والانسحاب خارج الحدود التركية، تزامنا مع عملية سلام داخلي أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية، في مسعى لإنهاء الارهاب، وإيجاد حل للمسألة الكردية. وانطلقت عملية السلام الداخلي في تركيا، من خلال مفاوضات غير مباشرة، بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان"، بوساطة حزب السلام والديمقراطية، وبحضور ممثل عن جهاز الاستخبارات التركي، في مسعىً لتحقيق السلام وحل مشكلة الإرهاب في تركيا جذريا. الجدير بالذكر أن السلطات التركية تسمح لأقارب أوجلان من الدرجة الأولى بزيارته، إضافة إلى وفود من حزب "الشعوب الديمقراطي" - المنبثق عن حزب السلام والديمقراطية - والذي تولى مواصلة جهود الوساطة، لنقل الرسائل بين أوجلان وقيادات المنظمة، في "جبال قنديل" - في إطار عملية السلام الداخلي، بعد الحصول على تصريح من وزارة الداخلية. وتقع جبال قنديل بمحاذاة الحدود الإيرانية - العراقية وتبعد 90 كم عن أقرب نقطة حدودية تركية، وتتخذها عناصر "بي كا كا" مقرًا لمعسكراتها الرئيسية. وتولي حكومة العدالة والتنمية أهمية كبيرة لمسيرة السلام، وبرز ذلك جليًا من خلال إشراف رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو المباشر على هذا الملف، بعدما كانت المسيرة في عُهدة نائب رئيس الوزراء السابق "بشير آطالاي".