قال المتحدث باسم قوات "فجر ليبيا"، علاء الحويك، إنه ليس هناك دليل واضح حول كون مقطع فيديو المنشور من قبل "داعش" لذبح مسيحيين مصريين موجودًا داخل الأراضي الليبية. وأضاف المتحدث باسم قوات "فجر ليبيا" (التي تسيطر علي العاصمة طرابلس ومدن في الغرب منذ أغسطس/آب الماضي)، في تصريحات تليفزيونية لقناة الجزيرة القطرية: "ليس هناك دلالة واضحة على وجوده (الفيديو) داخل الأراضي الليبية، وهو يحمل مجموعة من الرسائل (لم يحددها)،". وتابع: "هو عمل استخباراتي لاسيما أن الوضع يتداخل عليه أطراف عدة". وأوضح الحويك أنه "منذ بداية عملية فجر ليبيا، وهي تستنكر وتدين ما أسماه بالإرهاب والتطرف واستخدام الإسلام كمطية لتنفيذ أغراض ومآرب خطيرة". وأشار إلى أنه "جارٍ التحري عن التسجيل المصور الذي بثه موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب"، مساء الأحد، حول إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا 21 مسيحيا مصريا مختطفا ذبحا. وأظهر تسجيل مصور بثه موقع التواصل "يوتيوب" مساء الأحد إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا 21 مسيحيا مصريا مختطفا ذبحا. وحدد التسجيل المصور المنسوب للمتشددين مكان مشهد الذبح في "ساحل ولاية طرابلس الليبية على البحر الأبيض المتوسط". من جانبه، أدان مجلس النواب (البرلمان) المنعقد في مدينة طبرق (شرق) ذبح 21 مصريا مسيحيا على يد تنظيم "داعش" الذين اختطفوا في سرت (غرب)، معلنًا الحداد ثلاثة أيام تضامنا مع مصر. وقال المجلس، في بيان له، وصل الأناضول نسخه منه: "ندين بأقصى العبارات الفعل الهمجي الإرهابي الذي طال إخوتنا المصريين الأبرياء على يد المجموعات الإرهابية التي عبثت بدماء الأبرياء دون أي اعتبار الأمر الذي يخالف كل الديانات السماوية وديننا الإسلامي الحنيف". وقدم المجلس "التعازي لمصر شعبا ورئيسا وحكومة"، داعيًا "بالصبر والسلوان لذوي الضحايا". وأشار إلى أن "ليبيا أصبحت مقصدًا لكل الإرهابيين، الأمر الذي جعل الجيش الليبي يخوض معركته وحيدا في مواجهة الإرهاب بإمكانيات محدودة في ظل حظر التسلح له". كما أكد المجلس أن "ليبيا تقف مع مصر لمحاربة الإرهاب، وأن ليبيا لن تكون حاضنة لهذه المجموعات الإرهابية المتطرفة"، معلنًا "الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام تضامنا مع الشقيقة مصر". بدوره، استنكر عقيلة صالح قويدر، رئيس مجلس النواب الليبي، المنعقد في طبرق، ذبح 21 مصريًا مسيحيًا على يد تنظيم "داعش". وفي تصريح للأناضول، قال قويدر إن "تلك الجريمة التي ارتكبها تنظيم داعش المتطرف في حق الأخوة المصريين هي فعلة لا تمث للدين الإسلامي أو لأي دين سماوي آخر بأي صلة"، معتبرًا ذلك "عارًا علي من ارتكبها". وأضاف: "لا يوجد أي مبرر في العالم يبيح قتل أبرياء وخاصة بهذه الطريقة البشعة"، معربًا عن تعازيه للحكومة المصرية والشعب المصري الشقيق، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "وفدا رفيع المستوي سيتوجه للقاهرة للتعزية صباح الإثنين" . وعن تأثير الحادث في العلاقات بين مصر وليبيا، أكد رئيس البرلمان الليبي أن "دولة مصر تقدر جيدا الموقف، كما أننا وإياهم في خندق واحد في حربنا ضد الإرهاب، ولا يمكن لمثل هذا الحادث أن يؤثر في العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين" علي حد قوله. وحمّل قويدر مسؤولية تلك الأعمال "للجماعات الخارجة عن الدولة التي تسيطر علي مدينة سرت ومدن بالغرب الليبي وهي تدعم الإرهاب"، في إشارة لقوات "فجر ليبيا" الإسلامية. وجدد رئيس البرلمان الليبي مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة دعم السلطات الليبية المعترف بها دوليا والمتمثلة في مجلس النواب وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه في مواجهة الجماعات المتطرفة في البلاد ومن يدعمها عسكريا وسياسيًا. وأكد قويدر أن خطر الإرهاب لن يطال ليبيا وحدها بل هو يمتد ليشكل خطرا دوليا، قائلاً إن "ما حدث الأحد من ذبح للمصريين يؤكد التصريحات الليبية السابقة والمتكررة عن وجود إرهاب دولي داخل البلاد يوجب تكاتف الجهود للقضاء عليه سريعًا". بدورها، أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني المنبثقة عن برلمان طبرق بشدة ذبح 21 مصريا مسيحيا على يد تنظيم "داعش". وفي بيان لها اليوم الاثنين تلقت الأناضول نسخه منه، قالت الوزارة: "لقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر بعض وسائل إعلامه الضالة عن إعدام عدد من الأخوة المصريين الأقباط العزل، الذين سبق أن اختطفتهم عصاباته بمدينة سرت الليبية". وأضاف البيان: "هذا العمل الإجرامي البشع لا يمث بأية صلة للإسلام وقيمه السامية ولا بأصالة وعري علاقات شعبنا في ليبيا مع أشقائه في مصر"، معربة عن "تعاطفنا مع أسر الضحايا من إخوتنا الأقباط في مصر ونقدم لهم خالص العزاء". واعتبرت الخارجية الليبية أن "ما حدث يشكّل في الواقع اعتداءً علي ليبيا وعلي مصر علي حد سواء"، موضحة أن "هذا الخطر المتنامي الذي يمثله الإرهاب يواجه الجميع ولا يفرق بين الليبيين وغيرهم من الأشقاء العرب والرعايا الأجانب المقيمين في ليبيا". كما جددت الوزارة في هذا السياق التأكيد "على حاجة ليبيا إلى المساعدة على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال دعم جيشها الوطني خصوصا وتزويده بالسلاح والعتاد المناسب لمحاربة الإرهاب حتي يمكنه القيام بمهمته النبيلة في القضاء على الإرهاب في ليبيا الذي يستهدف تخريب وتدمير كل شئ فيها ولا يفرق في ذلك بين الليبيين وغيرهم من الأشقاء العرب " بحسب البيان.