أجرى وزير الخارجية، سامح شكري، اتصالات مكثفة بنظرائه في كل من الولاياتالمتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، إلى جانب المبعوث الأممي في ليبيا، لمتابعة تطورات أوضاع المصريين المختطفيين في هذا البلد العربي، من قبل تنظيم "داعش". وفي بيان صحفي للوزارة مساء اليوم الجمعة، تلقت وكالة "الأناضول" نسخة منه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطى، إن شكرى المتواجد حاليًا فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يتابع لحظة بلحظة تطورات الأوضاع فى ليبيا ومصير المصريين المختطفين هناك حيث أجرى اليوم سلسلة من الاتصالات الهاتفية تضمنت إجراء اتصالات مع وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيرى، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ووزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند، ووزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، فضلاً عن المبعوث الأممى لليبيا بيرناردينو ليون. وأضاف المتحدث: "اتصالات الوزير شكرى مع نظرائه والمبعوث الأممى ركزت على التشاور حول الشأن الليبى ومصير المصريين المختطفين هناك والجهود المبذولة للتعامل مع الأوضاع الأمنية والسياسية فى ليبيا، فضلاً عن تعاون المجتمع الدولي فى مجال مكافحة الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية تستهدف الجميع دون استثناء". وفي وقت سابق اليوم، قال السفير بدر عبد العاطي ل"الأناضول" إنه "ليس هناك دليل مادي حتى الآن يؤكد حدوث واقعة إعدام المصريين المختطفيين، وخلية الأزمة التي شكلتها الخارجية بتكليف من الرئيس تواصل اجتماعتها منذ يوم أمس، فيما سيلتقي رئيس الوزراء إبراهيم محلب أسر المختطفين بعد قليل بمقر مجلس الوزراء، ويحيطهم علماً بأخر الاتصالات والإجراءات التي تم اتخاذها والمعلومات المتوفرة". ورداً على سؤال بشأن أخر المعلومات التي توصلت لها الخارجية، أوضح عبد العاطي أنه "ليس هناك ما يؤكد إعدام المصريين المختطفين"، مشيراً إلى أن "الوضع بالغ الصعوبة على الأرض في ليبيا؛ فهناك عملية انفلات أمني وعدم سيطرة من الحكومة، إلى جانب انتشار المجموعات الإرهابية". وأضاف أن "الخارجية تتواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية والليبية سواء الرسمية أو الغير رسمية لاستجلاء الموقف والتعامل معه". من جانبه، قال العمدة أحمد أبو طرام، مستشار الرئيس السيسي لشؤون القبائل العربية، إن "مصادر ليبية قبلية أكدت له أن داعش ليبيا لم تقم بإعدام المصريين المختطفين حتي الآن، وأن هناك مساعي ليبيه للحيلوله دون إعدامهم". وأضاف طرام، في تصريحات صحفية، أن هناك مساعي بدأت بين الجانب المصري والجانب الليبي على المستوي الشعبي والقبلي لمحاولة حل أزمة المصريين الأقباط المختطفين من قبل داعش ليبيا، وأنه تم فتح اتصال مباشر علي المستوي القبلي بين القبائل المصرية بمطروح وبين القبائل الليبية بسرت والبيضا وطبرق وهي المدن القريبة من تمركزات أعضاء تنظيم داعش في ليبيا. وتابع: "قنوات الاتصال التي تم فتحها تتم علي قدم وساق من أجل الوصول إلى حل لعدم إراقة دم المصريين في ليبيا وذلك من خلال ممارسة ضغوط قبلية ليبية علي الليبيين المتواجدين في صفوف داعش ليبيا من أجل الافراج عن المصريين المختطفين هناك". وفي وقت سابق اليوم، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي من حكومته وضع "خطة عاجلة" لإجلاء الرعايا المصريين الراغبين في العودة من ليبيا إلى بلادهم، حسبما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، الوكالة الرسمية للبلاد. وأعلن تنظيم "داعش"، أمس الخميس، أنّ من أسماهم ب"جنود الخليفة" في ولاية طرابلس أسروا 21 قبطيّاً مصريا، ونشر صورا لهم بملابس الإعدام البرتقالية في منطقة ساحلية مجهولة، دون أن يوضح مصيرهم، ولكنهم كانوا يتخذون وضعية الذبح ومن رائهم عناصر التنظيم بالملابس السوداء يحملون السكاكين. وكانت وكالة الأنباء الرسمية نقلت، في 3 يناير الماضي، عن الإعلامي الليبي، مالك الشريف، قوله إن مسلحي تنظيم "داعش" اختطفوا 13 عاملا مسيحيا مصريا في مدينة سرت (وسط)، في أعقاب اختطاف 7 آخرين في المدينة نفسها نهاية العام الماضي. وفي 12 من الشهر نفسه، أعلنت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم "ولاية طرابلس"، مسؤوليتها عن اختطاف 21 مسيحيًا، قائلة، بحسب بيان نشرته مواقع على الإنترنت: "قام جنود الدولة الإسلامية بأسر21 نصرانيا في مناطق متفرقة من ولاية طرابلس". وقتل مسلحون مجهولون، يوم 23 ديسمبر الماضي، طبيبا مسيحيا مصري الجنسية وزوجته واختطفوا ابنتهما ثم قتلوها لاحقا، في مدينة سرت، فيما رجّح مسؤول محلي ليبي أن الجريمة "تحمل أبعادًا دينية كون القتيل مسيحي الجنسية".