أفادت السلطات القضائيَّة في إيران، الأربعاء، أنّها بصدد النظر في طلب الإفراج بكفالة عن الأمريكيين المحتجزين لديها منذ عامين، في تقرير يناقض أنباء تواردت الثلاثاء عن قرب إطلاق سراح الاثنين، والمحكوم عليهما بالسجن لمدة ثمانية أعوام بتهمة التجسس. والثلاثاء، كشف المحامي، مسعود شفيعي، أنَّ السلطات الإيرانية تعتزم إطلاق سراح جوش فاتال وشين بوير، قريبًا، بعد دفع كفالة تٌقدر ب500 ألف دولار لكل منهما. ونقلت وكالة "فارس"، شبه الرسميَّة، عن مصدر قضائي قوله: "المواطنان الأمريكيان المتهمان بالتجسس لم يطلق سراحهما، وطلب محاميهما للكفالة مازال قيد النظر، ويُنظر في القضية برئاسة قاض، وكل الأنباء المتصلة بهذا الشأن ستصدر عن هيئة قضائية، وأي مصادر أخرى غير مخولة بنقل أنباء في هذه القضية". كما نقلت قناة "برس تي في" الناطقة باللغة الإنجليزية عن مصدر قضائي قوله: إنَّه "لا صحة للتقارير الإعلاميَّة المتداولة أخيرًا بشأن قرب إطلاق سراح الأمريكيين". وكان شفيعي قد صرح، الثلاثاء، بأنه تحدث مع أسرتي الشابين الأمريكيين، اللذين اعتقلتهما السلطات الإيرانية قبل أكثر من عامين قرب الحدود العراقية، إضافة إلى صديقتهما سارة شورد، التي أفرجت عنها السلطات الإيرانية مؤخراً، مشيراً إلى أنهم يحاولون تدبير المبلغ، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل. تزامنت تصريحات المحامي الإيراني مع تقارير نسبت إلى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قوله، في مقابلة مع شبكة NBC ، إن الأمريكيين الصادر بحقهما حكم بالسجن، سيطلق سراحهما خلال يومين. وفي حالة إذا ما أطلقت السلطات الإيرانية سراح فاتال وبوير، فإن ذلك يعني إسدال الستار على واحدة من أكثر المعارك القانونية بين واشنطنوطهران. وكانت القوات الإيرانية قد اعتقلت الأمريكيين الثلاثة في يوليو من العام 2009، بعدما تجاوزوا خط الحدود بين الجمهورية الإيرانية والعراق، أثناء قيامهم بنزهة في منطقة "كردستان"، وقدمتهم السلطات الإيرانية إلى المحاكمة بتهمة "التجسس." وفي سبتمبر من العام الماضي، أفرجت إيران، وبوساطة عُمانية، عن الفتاة سارة شورد، وقالت إن القرار جاء "لأسباب إنسانية"، رغم دفع كفالة مالية تبلغ 500 ألف دولار، بينما أبقت على زميليها فاتال وبوير محتجزين داخل سجن "إيفين" شديد الحراسة في طهران. وفي 20 أغسطس الماضي، أصدرت محكمة إيرانية حكماً بالسجن على الشابين الأمريكيين لمدة ثمانية أعوام، إلا أن محاميهما تقدم باستئناف ضد الحكم، وأعرب عن أمله في أن تتصرف السلطات ب"رأفة" معهما، "انسجاماً مع روحية شهر رمضان."