قال وزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل جرسيا مارجاليو"، إن العقوبات الأوروبية الإضافية المفروضة على روسيا ستدخل حيز التنفيذ، إذا لم يتم إحراز أي تقدم في اجتماع لجنة الاتصال الثلاثية (أوكرانيا-روسيا-منظمة الأمن والتعاون الأوروبية) المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية، والذي من المفترض أن يلتئم، غدًا الأربعاء في مدينة "مينسك" عاصمة جمهورية روسيا البيضاء. جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الوزير الإسباني، اليوم الثلاثاء، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الأوكراني "بافلو كليمكن"، عقب لقاء ثنائي جمع بينهما في العاصمة الأوكرانية "كييف" التي يزورها حاليًا لإجراء مباحثات رسمية. وتناول الوزيران خلال لقاء جمعهما آخر تطورات الأوضاع شرق أوكرانيا، كما وقعا عقب اللقاء بيانًا مشتركًا أدان فيه الوزير الإسباني بشدة ضم روسيا لإقليم "القرم"، معتبرًا عملية الضم غير قانونية "على الإطلاق"، كما أدان دعم روسيا للانفصاليين المناوئين لحكومة كييف شرقي أوكرانيا. وأوضح "مارجاليو" في المؤتمر الصحفي، أن الاتحاد الأوروبي سيأخذ في عين الاعتبار وجهة نظر أوكرانيا بشأن العقوبات الإضافية التي من المفترض فرضها على روسيا لمواقفها من الأزمة الأوكرانية الراهنة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي من الممكن أن يؤجل هذه العقوبات إذا ما تم إحراز تقدم في اجتماع لجنة الاتصال الثلاثية الذي سينعقد غدًا، مضيفًا: "لكن في حالة تعثر تلك المباحثات فإن هذه العقوبات من الممكن أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل". ولفت الوزير الإسباني إلى أن بلاده لم تخطط لتقديم دعم عسكري لأوكرانيا، مشددًا على أن مدريد تركز في الوقت الحالي على تحقيق توافق خلال مباحثات "مينسك"، التي تهدف إلى حل تلك الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية، بحسب قوله. ومن جانبه ذكر وزير الخارجية الأوكراني " كليمكن"، أن "روسيا يتعين عليها مطالبة الانفصاليين في شرق البلاد بوقف التوتر"، مؤكدًا أن انتهاء هذه الأزمة مرتبط بالإرادة السياسية لموسكو، وشدد على ضرورة وقف القتال في مناطق الشرق. وتابع الوزير الأوكراني: "وإذا قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة في مناطق الشرق الأوكراني، فإن العقوبات الأوروبية الإضافية ستطبق بشكل تلقائي على روسيا اعتبارًا من الاثنين المقبل". وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس الأسبق "فيكتور يانوكوفيتش" توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في شباط/فبرايرالماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في آذار/مارس. وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي "دونيتسك"، و"لوهانسك" شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص.