أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى مصر بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، تصب فى صالح الرئيسين فالأول يريد أن يثبت للعالم أنه مازال الزعيم بالرغم من أزمة أوكرانيا والثانى يحاول عقد الصفقات معه للخروج من سيطرة الولاياتالمتحدة وتهديدها المستمر بقطع الإعانات عن مصر. ونشر معهد واشنطن، تقييمًا لزيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى مصر، وأشار إلى أنه من أهداف الزيارة تبادل وجهات النظر حول الوضع فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة فى العراق وسوريا وليبيا، فضلاً عن عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، وأيضًا سعى موسكو لبناء محطة للطاقة النووية فى مصر، وتطلُّع الشركات الروسية إلى دخول قطاع النفط والغاز فى البلاد، وهو ما يعنى أن هذه القضايا قد تُطَرح أيضًا أثناء الزيارة. وأضاف المعهد، أن الزيارة تبعث برسالة للغرب مفادها أن بوتين لا يزال زعيمًا مؤثرًا فى العالم، واستشهد المعهد بالفارق الكبير بين تعامل الإدارتين الروسية والأمريكية مع نظام 3 يوليو بعد الانقلاب العسكرى الذى شهدته مصر فى 2013، ما دفع القاهرة إلى التحول بعيدًا عن الغرب، باتجاه الكرملين. وأشار إلى أن هذا الموقف ينسجم مع حظر المحكمة العليا الروسية عمل جماعة الإخوان المسلمين فى روسيا عام 2003، ووصفتها بأنها منظمة إرهابية، وأن هذا الموقف الروسى المعارض للإخوان يعزز مصداقية روسيا لدى القاهرة، فى مقابل ما وصفه ب"التناقض" الأمريكي. مضيفًا: "لن ينتقد الكرملين ميل القاهرة إلى السلطوية، ما يجعل العلاقات مع روسيا أسهل كثيرًا". وأردف "معهد واشنطن": "يواصل بوتين استفادته من الغموض والتناقضات التى تتسم بها السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط، وينبغى أن تفسر زيارته إلى القاهرة من هذا المنطلق. لكن لأن الاقتصاد المصرى والروسى يعانيان من الركود؛ فمن غير الواضح ما إذا كانت زيارة بوتين سوف تصل إلى خطوات ملموسة أم ستتوقف عند حدود التصريحات". ووصف الرئيس الروسي، لقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سوتشى العام الماضى ب "الفعال والمثمر"، حيث أثبت التطلع المشترك لدى القيادتين لتوسيع علاقات الصداقة والتعاون فى المستقبل على أساس المساواة والمصالح المتبادلة. وأضاف قائلاً: "إننا مهتمون بتعزيز التعاون مع مصر الصديقة فى مجال مكافحة الإرهاب سواء فى إطار علاقتنا الثنائية أو فى إطار المنظمات الدولية، خاصة أن بلدينا تعرضا مرارًا لهجمات إرهابية، مشيرًا إلى أن روسيا تدعم جهود المجتمع الدولى فى هذا الصدد". وأشار بوتين، إلى أن العلاقات المصرية الروسية تتطور تطورًا ديناميكيًا، حيث شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملموسًا فى حجم التبادل التجارى الذى زاد بنسبة 50% ليصل إلى 5,4 مليار دولار، مشيرًا إلى أن لدى البلدين قدرات جبارة لدفع التعاون الثنائى وإحراز نتائج أفضل فى المستقبل . وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء حوارًا أكد خلاله أن السمة المميزة للعلاقات المصرية الروسية أنها ظلت لفترة طويلة مستقرة. وأشار إلى أن، التركيز خلال هذه المرحلة سيكون على إيجاد دفعة لمزيد من التعاون بين مصر وروسيا وتنمية هذه العلاقات، موضحًا أن زيارة الرئيس بوتين للقاهرة تؤكد هذه النية من جانب موسكو لتنمية العلاقات. وأضاف السيسي، أن بوتين قائد بارز، وقال "يتميز حوارنا بالموضوعية والمنطق، وكان لدينا تفاهم حول مختلف القضايا الإقليمية، ولا سيما فى مجال مكافحة الإرهاب، ونحن نتفق على التعاون الثنائى بين البلدين" . وتابع السيسي: "إن فلاديمير بوتين رئيس جيد جدًا قام بفعل الكثير لروسيا لمدة 15 عامًا من رئاسته، وكان لديه العديد من التحديات التى واجهها، ولكنه رجل قوي" . وزار السيسى روسيا بعد الإطاحة بمرسى حينما كان وزيرًا للدفاع، وفى وقت شهدت فيه العلاقات المصرية الأميركية تدهورًا واضحًا. ثم قام بزيارة ثانية لموسكو فى أغسطس بعد انتخابه رئيسًا. ومنذ الزيارة الأولى، بحث الرجلان بيع أسلحة روسية لمصر التى تواجه موجة من الهجمات تستهدف الجيش والشرطة وخصوصًا فى شمال سيناء، حيث ينشط "جهاديون أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية" حسب السلطات. واستقبلت القاهرة كذلك فى نوفمبر الماضي، وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة. وأكدت وسائل إعلام روسية آنذاك، أن الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها ثلاثة مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات من بينها مقاتلات "ميج-29" ومروحيات هجومية . وقال حسين السويدي، الخبير السياسي، إن زيارة الرئيس الروسى اليوم لمصر، هى خطوة جيدة سوف تنعكس على الجانب الاقتصادى لمصر، مشيرًا إلى أن تحسين العلاقات الخارجية مع الجانب الروسى سيجعل مصر تخرج من إطار الهيمنة الأمريكية . وتابع "السويدى " فى تصريحات صحفية اليوم، أنه من المنتظر أن يناقشه الرئيس عبد الفتاح السيسى بخصوص صفقات كبرى على الصعيد العسكري. وأشار إلى أن زيارة الوفد الروسى تكتسب أهميتها من الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، وتجاوز مرحلة التبادل التجارى، كما أن هذه الزيارة تعطى رسالة للغرب باستقرار الأوضاع الأمنية فى مصر، خاصة مع اقتراب موعد القمة الاقتصادية المصرية فى مارس المقبل بشرم الشيخ.