وصل الليفتنانت جنرال رونالد برجس، رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية إلى القاهرة الاثنين في زيارة لمصر تستغرق يومين، هي الأولي من نوعها منذ اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك. ويجري برجس مباحثات رفيعة المستوي مع نظرائه المصريين المصريين، تتناول آخر التطورات في المنطقة خاصة في ليبيا وسوريا واليمن، إلى جانب بحث دعم العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة ل "المصريون"، إن واشنطن ترغب بدور مصري في ليبيا، لتحقيق نوع من التوازن على الساحة الليبية، في ظل قلق أمريكي من سيطرة الإسلاميين على السلطة، أو خضوعها لهيمنة فرنسا في ظل الدور المحوري التي لعبته الأخيرة ضمن قوات حلف الأطلسي "الناتو"، ومبادرتها للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، كأول بلد غربي يعترف بالهيئة السياسية للثوار الليبيين. وينتظر أن تتطرق المفاوضات إلى تطورات الأوضاع في سوريا، حيث ترغب واشنطن بتدخل مصر لدى النظام السوري من أجب إقناعه بضرورة إجراء إصلاحات سياسية، والكف عن سياسة القمع للمحتجين، مع تصاعد المخاوف من عجز المعارضة السورية عن ملء الفراغ الذي سيتركه سقوط النظام وضرورة الحفاظ عن المصالح الغربية. وأكد السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية السابق لشئون الأمريكتين ل "المصريون"، أن هناك قلقا أمريكيا واضحا من الدور الذي سيلعبه الإسلاميون وقوى أوروبية في إعادة رسم خريطة المنطقة، حيث ستسعى لمنعهم من السيطرة الكاملة على مؤسسات صنع القرار بشكل يهدد مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل. وبالرغم من التوترات التي شهدتها العلاقات بين الجانبين خلال الشهور الماضية، إلا أنه قال إن واشنطن لا تزال تعول على مصر كحليف استراتيجي وتسعى للحفاظ على الزخم الذي يحكم علاقاتها معها، وإيجاد نوع من التوازن مع الإسلاميين المؤهلين للعب دور مهم خلال الفترة القادمة.