الأستاذ الدكتور / عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أدرك جيداً حجم المسئولية الملقاة علي عاتقك.. لاسيما في المرحلة التي نحياها.. ودعني يا معالي رئيس الوزراء أن أخاطبك.. وحيثيات مخاطبتك إنني ومعي أخوة لي من رعاياك.. وطبقاً للدستور والقانون فأنت مسئول عنا .. ولا يعفيك من هذه المسئولية انك تبوأت موقعك في مرحلة فارقة وفاصلة.. معالي رئيس الوزراء .. أخاطبك أصالة عن نفسي .. ونيابة عن أكثر من ستين ألفاً هم أئمة المساجد .. أو دعاة النظام كما كان يحلو للبعض تسميتهم.. في مرحلة ما قبل الثورة .. هؤلاء سيدي الفاضل يمثلون شريحة ليست بالقليلة.. فهم موقوفون علي عملهم فلا يستطيع الواحد منهم ممارسة أي عمل أخر يعينه علي أعباء الحياة.. لا فرق بين من قبع علي منبره طوعاً ومن كتب علي جبينه الانصهار في العمل الإداري أو القيادي ولا فرق.. هؤلاء تجرعوا الويلات لسنوات طوال.. وأصدقك القول أنهم كانوا علي الدوام في دائرة النسيان.. أو التناسي .. هؤلاء سيدي الفاضل بعدما صدر المرسوم العام بمنح كل العاملين في الوزارات والهيئات والمؤسسات حافز إثابة ( 200%) يجدون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه.. وان شئت قل يا فرحه ما تمت . فهذه الزيادة يا معالي رئيس الوزراء لن تصيب في الغالب إلا القليل منهم وإذا أصابت فهي الجنيهات الزهيدة التي لا تغني ولا تسمن من جوع . ولأنهم ينظرون إلي حكومتك التي هي حكومة الثورة.. الوقوف بجانبهم .. فليس أقل من مؤازرتهم والنهوض بمستواهم المادي والمعنوي.. وقد تراه في الإبقاء علي حافز التحسين الذي كان يمنح لهم من قبل وهو مبلغ 350 جنيهاً ليكون خارج دائرة الحافز المقرر .. وهو 200% . عندها سيذكر لك التاريخ أنك ومن معك من وقف علي أحوالهم ونهض بمعيشتهم التي لا تسر عدواً ولا حبيباً. وما نطلبه يا معالي رئيس الوزراء ليس بدعاً من القول وليس غصباً لحقوق الآخرين.. وإنما هو حق مكفول لهم ليس أقل من حصولهم عليه .. وعلي أيديكم.. وقد ترددت الأنباء أن معالي وزير الأوقاف كتب لمعاليكم متضامناً مع أبنائه.. وأعتقد أن دافعه إلي ذلك.. هو وقوفه علي أحوالهم .. وما تتطلبه المرحلة المقبلة .. فالدعاة هم حملة مشاعل النور وبمقدورهم المساهمة في صناعة الوجدان المصري في مرحلتنا الفاصلة والفارقة .. والحاجة إلي مجهوداتهم هامة وضرورية.. وأعتقد أن من بديهيات تحملهم لهذه المسئولية هو استقرارهم مادياً ومعنوياً.. معالي رئيس الوزراء لقد سبق وتفضلتم بالاستجابة لمطالب المعلمين في عدم احتساب ما يتقاضونه من مكافئات ضمن الحافز المقرر ( 200%) فهل نطمع في مساواتنا بهم.. عندها سنعاهد الله أولاً أن نكون أوفياء لمصر محبين لها وسندرك جميعاً أن المواطنة أصبحت فعلاً وواقعاً علي أيديكم .. بعدما كانت أقوالاً مرسلة يرددها سدنة العهد البائد.. فهل أنتم فاعلون ؟؟